بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس في القاهرة سبل دعم الحكومة العراقية خلال المؤتمر الدولي المزمع عقده في منتجع شرم الشيخ الساحلي المصري الشهر المقبل، من دون أن تتأكد حتى اللحظة مشاركة ايران فيه.والتقى المالكي كلاً من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف ووزيري الخارجية أحمد أبو الغيط والداخلية حبيب العادلي، لـ«بحث الكيفية التي يمكن من خلالها مصر ودول الجوار العراقي دعم العملية السياسية في العراق، وإمكانات التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب وتعزيز الوحدة الوطنية».
ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن الدول الغربية والعربية «ستربط تقديم مساعداتها المالية والاقتصادية الى العراق، خلال مؤتمر شرم الشيخ، بتنفيذ الحكومة العراقية لإصلاحات سياسية ودستورية وأمنية لتحقيق المصالحة الوطنية، وإشراك كل طوائف العراق في العملية السياسية»، الا أنه اشار الى أنه «لم يتم الاتفاق بعد على سقف المساعدات الاقتصادية للعراق، او حجم الديون التي سيعفى منها»، في إطار «وثيقة العهد الدولي» التي اتفقت عليها السلطات العراقية مع الأسرة الدولية.
وتعد مصر المحطة الأولى في جولة المالكي، التي تشمل أيضاً الكويت والإمارات، مع احتمال أن يزور السعودية وإيران أيضاً.
وفي السياق، رأى سامي العسكري، مستشار المالكي، أن «الحراك السياسي الذي يجريه رئيس الوزراء (نوري المالكي) يهدف الى منع تسلل الارهابيين من دول الجوار الى العراق».
من جهة ثانية، كشف مصدر مصري أن بلاده «لم تتلق من طهران ما يفيد رسمياً عزمها الحضور، وعلى أي مستوى سيكون تمثيلها» في مؤتمر دول الجوار العراقي.
وكان وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي قد أعلن، في حديث لصحيفة «كيهان» الإيرانية أمس، أن طهران ستعلن موقفها في شأن المشاركة او عدمها «بعد زيارة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى ايران الأسبوع المقبل»، مشيراً الى أن «إطار المؤتمر قد يضعف موقف الدول المجاورة للعراق».
ورأى متكي أن المؤتمر «يجب ان يقتصر في مرحلة أولى على دول الجوار» العراقي، مشيراً الى «اتخاذ قرارات من دون مشاورات تمهيدية».
وفي واشنطن، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك نفي أو تأكيد احتمال عقد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اجتماعات ثنائية مع كل من وزيري خارجية سوريا وليد المعلم وإيران منوشهر متكي، على هامش المؤتمر الدولي حول العراقي.
وقال ماكورماك إنه لن يستبعد «أي تفاعل دبلوماسي، ولن أحدد لكم أي لقاء معين مع الايرانيين او السوريين»، مضيفاً إنه «بصفتها وزيرة للخارجية، فإن لرايس الحرية في اختيار الهدف وتحديد الفرص، اذا ما شعرت بأن هناك أي فرص متاحة».
ومن المقرر أن تغادر رايس واشنطن في الأول من الشهر المقبل إلى مصر، للمشاركة في اجتماعات موتمري «العقد الدولي حول العراق» والاجتماع الوزاري للدول المجاورة للعراق، على أن تعود الى بلادها في الرابع من أيار.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن رايس حرصت على «أخذ النصيحة من وزير الخارجية الأسبق هنري كسينجر، من بين آخرين»، موضحة أن كيسنجر «أشار عليها بأن تحسن الإنصات، لا أن تفرض مقترحاً أميركياً تفصيلياً يقضي بتعاون جيران العراق».
وأضافت الصحيفة إن كيسنجر نصح رايس بـ«السعي إلى عقد لقاءات ثنائية مع نظيريها الإيراني والسوري».
ونقلت الصحيفة عن كسينجر رؤيته لعملية مفاوضات على ثلاثة مستويات حول العراق؛ المستوى الأول هو «حوار سياسي يجري داخل العراق؛ والثاني هو عملية إقليمية متمثلة في المؤتمر المزمع عقده في مصر؛ والمستوى الثالث هو حشد لعدد أكبر من الدول المعنية وذات المصلحة، قد تتضمن الهند وإندونيسيا وباكستان، التي بمقدورها ضمان الاستقرار» في العراق أثناء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)