strong>قرر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقف بناء الجدار في الأعظمية، فردّ قادة الاحتلال الأميركي بالتأكيد على استمرار البناء. مشهد يعكس حقيقة الوضع في العراق، حيث لا تملك السلطة الشرعية المفترضة زمام الحكم
يبدو أن أعمال بناء الجدار العازل في الأعظمية لا تزال مستمرة، بالرغم من الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوقف بنائه، في وقت برزت مواقف أميركية عديدة تشدد على أهمية هذا الجدار.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية براين ويتمان، في مؤتمر صحافي، إنه «مجرد إجراء مؤقت تم الاتفاق عليه بالتنسيق مع عدد من المسؤولين العراقيين، لمنع حصول هجمات وإفساح المجال أمام السكان للتمكن من ممارسة حياتهم اليومية، بعيداً عن هاجس الهجمات»، لكنه أضاف أن الحكومة العراقية «لديها حالياً الانطباع بأن بعض جوانب هذا الإجراء ليست بناءة، وسنواصل العمل معها حول هذه النقطة وحول تكتيكات أخرى لخفض حدة العنف».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن بناء السور ليس سوى «إجراء مؤقت؛ الهدف منه حماية السكان المدنيين، وليس الفصل بين الناس».
من جهته، انتقد المتحدث باسم خطة «فرض القانون» العميد قاسم عطا المبالغات الإعلامية بشأن سور الأعظمية، معلناً «أننا سنواصل بناء الحواجز الأمنية في الأعظمية ومناطق أخرى».
ورداً على سؤال حول طلب المالكي وقف عملية البناء، قال عطا إن رئيس الوزراء أعلن رفضه «بناء سياج أمني بارتفاع 12 متراً حول الأعظمية»، علماً بأن ارتفاع الجدار الحالي يبلغ خمسة أمتار تقريباً. وتابع عطا إن المالكي «متفق تماماً مع طبيعة عمل الأجهزة الأمنية».
وفي السياق، رأى السفير الأميركي الجديد في العراق رايان كروكر، في أول مؤتمر صحافي له في بغداد، أن الهدف من بناء الجدار «ليس فصل المجتمعات».
ورأى كروكر، من جهة ثانية، أن «الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، بما أن الخطة تسير إلى الأمام لتحقيق مزيد من الأمن وكسب الوقت»، موضحاً أن «الطريق سيكون صعباً، لكني أعتقد جدياً أن النجاح أمر ممكن، وإلا لما كنت أتيت إلى هنا».
في هذه الأثناء، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي بيتر بايس، في بيان، أنه يرى تحسناً في الوضع الأمني في محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن سكان هذه المحافظة «تعبوا من عنف القاعدة، وهم يدعمون حالياً الحكومة العراقية»، لكنه رأى أن بغداد «تقدم صورة مختلفة عن العنف الرهيب، الذي ينتجه إرهابيو القاعدة».
وفي طهران، وصف رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، في مؤتمر صحافي، اتهامات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لإيران بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة بأنها «نكتة كبيرة، وضرباً من الهروب إلى الأمام»، مشدداً على أن «الأميركيين يعرفون أكثر من غيرهم اختلافنا مع القاعدة».
وتابع لاريجاني أن «التيارات الإرهابية الموجودة في العراق تُصدّر وتُدعم من الدول الصديقة لأميركا»، من دون أن يحدد هذه الدول.
ميدانياً، لقي نحو 25 عراقياً مصرعهم وأصيب العشرات في أربع عمليات تفجير، إحداها انتحارية، في الموصل وبغداد وبعقوبة والرمادي.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي بريطاني «عندما تعرضت دوريته لهجوم في مدينة البصرة».
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي جورج بوش، إثر لقائه قائد الاحتلال في العراق دايفيد بترايوس في البيت الأبيض، إنه «تم إحراز بعض التقدم» في العراق، مشيراً إلى وجود «انخفاض في العنف الطائفي» بالرغم من التفجيرات الأخيرة.
وكرر بوش انتقاده لطلب الديموقراطيين وضع جدول زمني لانسحاب القوات من العراق، معلناً اكتمال نصف زيادة القوات، التي طلبها بموجب استراتيجيته الجديدة.
في المقابل، ردّ زعيم الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد على الرئيس الأميركي بالقول إن الكونغرس «غضّ الطرف» عن سياسة بوش في العراق «بما يكفي»، مشيراً إلى أن «المهمة العسكرية أنجزت منذ فترة طويلة. أما الفشل فقد كان سياسياً».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، د ب أ، رويترز)