strong>غزة ـــ رائد لافي
الاحتلال يعدّ لضربات جويّة لقطاع غزة... والحكومة الفلسطينية تُعلن التزام الهدنة

فيما شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيداً ملحوظاً بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال على الصعيد الميداني، هدّد رئيس الوزراء إسماعيل هنية بأن الحكومة ستكون أمام قرار وطني خلال شهر أو شهرين، ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، من دون تحديد طبيعة القرار المرتقب.
واستأنفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، نشاطها العسكري، بعد بضعة أشهر من التوقف، معلنة على لسان المتحدث باسمها أبو عبيدة أن التهدئة انتهت منذ فترة طويلة، فيما الاحتلال يتحمل مسؤولية التصعيد الميداني.
وأعلنت «كتائب القسام» في بلاغات عسكرية متلاحقة، أمس، مسؤوليتها عن إطلاق أكثر من 30 صاروخاً من طراز «قسام»، ونحو 60 قذيفة «هاون»، تجاه أهداف وبلدات إسرائيلية، رداً على جرائم الاحتلال. وقال أبو عبيدة إن «إطلاق الصواريخ ليس رداً على كل الجرائم الصهيونية، بل رسالة فقط كرد أولي»، مشدداً على أن «كتائب القسام» «على استعداد تام لخوض أي مواجهة مع العدو رغم الفارق الكبير في موازين القوى».
وشدد أبو عبيدة على أن أي تهدئة مع الاحتلال، يجب أن تكون مشروطة ومن طرفين، مشيراً إلى أن «الكرة الآن في الملعب الصهيوني في خصوص أي تهدئة مقبلة، لكون قوات الاحتلال هي من تبادر دوماً لخرق اتفاقات التهدئة».
وفي الوقت الذي توقّع فيه أبو عبيدة مزيداً من التصعيد الميداني من جانب قوات الاحتلال، واستخدام الدماء الفلسطينية ورقة مساومة سياسية، رأى أن «العدو لن يستطيع القيام بعملية عسكرية كبيرة في القطاع، وخصوصاً في ظل سلسلة الفشل التي تعرض لها في جنوب لبنان وغزة».
وفي السياق، أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين ــــــ لواء الشهيد أبو يوسف القوقا»، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين من طراز «ناصر» تجاه معبر كرم أبو سالم، شرق مدينة رفح، جنوب القطاع.
وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف موقع «صوفا»، جنوب شرقي القطاع، بصاروخ من طراز «قدس متوسط المدى».
كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، أنها قصفت بلدة «سديروت»، داخل فلسطين المحتلة عام 48، بصاروخين من نوع «الأقصى».
واعترفت مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط عشرات الصواريخ الفلسطينية في مناطق عديدة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قوات الاحتلال، بالتعاون مع سلاح الجو أحبطت محاولة من «كتائب القسام» لاختطاف جنود إسرائيليين بالقرب من خط التحديد مع القطاع. ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن القصف المكثف الذي نفذته «حماس»، «كان يهدف إلى توجيه الاهتمام إلى قطاعات معينة وتنفيذ عملية اختطاف كبرى في منطقة أخرى حسب منهج حزب الله، إلا أن يقظة الجيش وسلاح الجو حالت دون نجاح المخطط».
وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس اجتماعاً عاجلاً لقيادة أركان جيش الاحتلال لدراسة سبل الرد على الصواريخ الفلسطينية. وقال بيان صادر عن مكتبه إن «الحكومة الفلسطينية الحالية التي شكلتها حماس لن تشكل حصانة لمنظمة إرهابية مثل حماس».
كما عقد رئيس وزراء الاحتلال إيهود أولمرت أيضاً مشاورات مع أعضاء المجلس الوزاري المصغر لبحث سبل الرد على الهجمات الجديدة. وقال مصدر في مكتب أولمرت إن إسرائيل لم تكن في حاجة إلى مثل هذه الصواريخ لكي تكشف «حماس» عن وجهها الحقيقي.
وعقَّب نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان بالقول إن «الإطلاق المتواصل للصواريخ، الذي استمر أيضاً في يوم استقلالنا، أثبت أن ضبط النفس يفسر على أنه ضعف. يجب اتخاذ خطوات فورية تؤمن سلامة سكان سديروت».
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية موثوقة مساء أمس أن دولاً غربية حذرت السلطة الفلسطينية من أن إسرائيل قد تلجأ لعمليات قصف جوي محددة على قطاع غزة بدلاً من العمل العسكري البري في القطاع.
وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن الدول الغربية (لم تسمها) حذرت مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن إسرائيل قد تقدم على حرب جوية على القطاع نتيجة عدم مكافحة الرئيس عباس ومعاونيه «للإرهاب والتطرف الفلسطيني، وخصوصاً مواصلة حماس التسلح».
وبحسب المصادر نفسها، فإن الدول الغربية «دعت أبو مازن إلى سرعة التحرك لدى الولايات المتحدة ومصر للضغط على إسرائيل لإيقاف أي عملية ستقوم بها، لأنها (العملية) لن تكون سهلة بالنسبة إلى الفلسطينيين».
وقال مصدر أمني فلسطيني لـ«فرانس برس» إن «هناك تحركات مستمرة لدبابات وآليات عسكرية إسرائيلية في محيط المناطق الحدودية، وخصوصاً في شرق قطاع غزة وشماله».
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية وزير الإعلام مصطفى البرغوثي «لا بد من إيقاف دائرة العنف في المنطقة وهناك مقترح من الحكومة الفلسطينية لتهدئة شاملة ومتبادلة مع إسرائيل». وأضاف: «هذا هو الحل لوقف دائرة العنف في المنطقة»، مشيراً إلى أن «ما يجري من تصعيد هو نتيجة مباشرة لسياسة إسرائيل التي قامت بـ 128 اجتياحاً للأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الماضية».
أما المتحدث باسم الحكومة غازي حمد فقال، في بيان، إن الحكومة تؤكد رغبتها في استمرار الهدوء والحفاظ عليه على النحو الذي يحقق المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني.
من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الفلسطيني «إن الشعب وصل إلى درجة عالية من تحمّل المعاناة على صعيد ممارسات الاحتلال التعسفية من جهة، والحصار الجائر المفروض عليه من جهة أخرى». وشدّد، في تصريحات صحافية، على أن «القرار الوطني سيكون محل إجماع وطني بما يخدم مصلحة الشعب، بما في ذلك ما يتعلق بآلية الرد على التهديدات الإسرائيلية لمدننا وقرانا الفلسطينية التي كان آخرها التهديد باجتياح قطاع غزة».


strong>القرار الوطني سيكون محل إجماع وطني بما يخدم مصلحة الشعب، بما في ذلك ما يتعلق بآلية الرد على التهديدات الإسرائيلية لمدننا وقرانا الفلسطينية التي كان آخرها التهديد باجتياح قطاع غزة