استبعد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شمعون بيريز، أمس حصول عدوان إسرائيلي جديد على لبنان، معتبراً أن ذكريات عدوان تموز لا تزال حاضرة. وألقى بيريز بالمسؤولية عن انهيار وقف إطلاق النار في غزة على ضعف القيادة الفلطسينية، مبرراً المجازر الإسرائيلية التي سبقت ذلك بأنها كانت عملاً وقائياً ضد إمكان تنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وفيما أعرب بيريز عن استعداد تل أبيب للتباحث مع وفد الجامعة العربية بشأن المبادرة العربية، لفت إلى تنامي القلق السني من تصاعد النفود الشيعي في المنطقة بوصفه أحد أسباب التغيير في العلاقات الإقليمية.ورأى بيريز، في مقابلة مع وكالة «رويترز» في الذكرى الـ59 لقيام إسرائيل أن تجدد الحرب التي اندلعت العام الماضي مع حزب الله غير مرجح على ما يبدو في المستقبل القريب. وقال «أعتقد أن الأطراف لا تزال تلعق جراحها، ولا تزال ذكريات ما حدث في لبنان حاضرة».
ورأى بيريز أن إحدى المشكلات التي تواجه التفاوض مع الفلسطينيين هي «ضعف الأمن... الكل يطلق النار من تلقاء نفسه.. وهو ما يخلق وضعاً لا يحتمل». وقال «يجب أن يفرضوا النظام على قواتهم الأمنية. من دون ذلك، ليس هناك اي فرصة لأي شيء جاد لأنه إذا كانت لديك جيوش كثيرة ولا جيش وحكومات كثيرة ولا حكومة.. فلا يمكنك حقاً التفاوض أو السيطرة على الوضع».
من جهة أخرى، أعرب بيريز عن استعداد إسرائيل لإجراء محادثات مع مفاوضي جامعة الدول العربية المتوقع أن يقوموا بزيارة لمناقشة مبادرة السلام العربية. لكن لكون المحادثات مقصورة على مصر والأردن اللتين تعترفان بإسرائيل، شبّه بيريز تلك المحادثات بأنها «فرقة موسيقية من دون قائد». وأشار بيريز إلى بواعث القلق لدى البلدان العربية السنية بشأن صعود الشيعة في العراق وبرنامج إيران النووي وما وصفه بأنه «الطموح الفارسي لحكم الشرق الأوسط» كأسباب لتغير العلاقات في أنحاء المنطقة.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، أمس إن الحرب الأخيرة على لبنان كشفت إخفاقات وأخطاءً، مشيراً إلى أن الأمر الأكثر أهمية فيها هو «أننا صحونا». وشدد بيرتس على أن «إسرائيل لن تنتهج بعد اليوم سياسة غض الطرف والتساهل الذي لا يحتمل، في ظل تعاظم قوة المنظمات الإرهابية والدولة المعادية لها». وأضاف أن الجيش الإسرائيلي جاهز ومستعد لمواجهة أي تهديد، موضحاً أنه «ليس لدى إسرائيل أي نية للمبادرة إلى حرب وهي تمد يدها للسلام». وتابع «يجب الاستفادة من أي خيار سياسي يعرض أمام إسرائيل واستغلال الفرصة للتقدم بالسلام مع الفلسطينيين وسوريا وكل العالم العربي».
(رويترز)