القاهرة ــ خالد محمود رمضان
كاد زمام الأمور يفلت من يد وزير الخارجيّة المصريّ أحمد أبو الغيط عندما حضر بعد طول غياب جلسة برلمانية خاصّة لمنحه فرصة الرد على الانتقادات الموجّهة إليه على خلفية عدم الرضى الشعبي على تصريحاته المعارضة لقطع العلاقات مع إسرائيل بسب الفيلم الوثائقي الإسرائلي «روح شاكيد»، الذي يتضمّن تأكيدات على تورّط مسؤولين إسرائيليين فى قتل وتعذيب المئات من الأسرى المصريين خلال حرب حزيران عام 1967.
والجلسة، التي شهدت اتهامات لأبو الغيط على أساس قدومه مستنفراً وفاقداً لأعصابه، دفعت رئيس دبلوماسيّة القاهرة إلى الحائط ليدافع عن نفسه بلهجة غير معتادة، حيث قال إنّه ولد في أسرة عسكرية من بورسعيد، ولا يمكن التشكيك في وطنيته.
وللمرة الأولى، كشف أبو الغيط النقاب عن أنه خلال الحرب المذكورة كان في الـ25 من عمره، وأوشك على الانتحار وإلقاء نفسه من فوق مبنى وزارة الخارجية حزناً على الهزيمة، مشدّداً على أنّ إسرائيل وعقب تلقّيها هزيمة «قاصمة» في لبنان من جماعات «غير نظامية»، فكّرت في عرض الفيلم للتذكير بإنجازاتها السابقة وشحذ الهمم الإسرائيلية.
وسعى أبو الغيط خلال الجلسة الخاصّة بلجنتي العلاقات الخارجية والشؤون العربية في مجلس الشعب، إلى تبرير موقفه من أزمة «روح شاكيد» من خلال تأكيد صعوبة اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية التي يقضي نظامها الأساسي بعدم إمكان نظرها في جرائم ارتكبت قبل ١ تمّوز عام ٢٠٠٢، وهو ما لا ينطبق على الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب الشهيرة.
وسعى رئيس مجلس الشعب فتحي سرور إلى إنقاذ أبو الغيط من براثن النوّاب غير المقتنعين بمبرراته وعرض تحويل الجلسة إلى سريّة.