strong>هل تخالف تركيا موروثها العلماني وتُدخل سيّدة أولى محجّبة إلى قصرها الرئاسي؟ سؤال خالج «أنقرة ــــــ أتاتورك» في الفترة الأخيرة، وحسمه رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان أمس، بـ«نعم» من خلال إعلان ترشيح وزير خارجيّته عبد الله غول للمنصب العتيد
أصبح من شبه المؤكّد أن وزير الخارجية التركي عبد الله غول سيكون الرئيس المقبل للبلاد، بعدما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس ترشيحه لهذا المنصب عن حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه.
وقال أردوغان، في اجتماع لنوّاب حزبه في البرلمان: «أخي (غول) الذي أسّسنا معه هذه الحركة (حزب العدالة والتنمية) اختير في ختام مشاورتنا مرشحاً عن حزبنا ليصبح الرئيس الـ 11 للجمهورية التركية»، وأضاف: «لقد شهد الشعب الخدمات التي أدّاها غول لبلاده».
وبعدما قاطعه مرات عديدة نوّاب وحاضرون مقرّبون من الحزب بالتصفيق مردّدين: «نحن فخورون بك»، شدّد أردوغان على أنّ غول سيكون رئيساً «محايداً» يحترم مبادئ تركيا الحديثة التي أرساها مؤسّس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
أما غول فأعلن من جهته أنّه سيكون حريصاً على مبادئ العلمانية، وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان، بعد الإعلان عن ترشيحه، إنّ «على رئيس الجمهورية بموجب الدستور أن يتمسّك بقيم الجمهورية الديموقراطية العلمانية، وإذا انتخبت في هذا المنصب، فسأحرص من دون شك على احترام هذه المبادئ».
ورداً على سؤال عن ارتداء زوجته الحجاب، طالب غول، الذي وعد باحترام «التباينات» في المجتمع التركي والعمل على تحقيق وحدة الأمّة، بـ«احترام» قرار زوجته خير النساء بارتداء الحجاب، موضحاً أنّه «قرار شخصي وحقّ فردي وعلى الجميع احترامه».
وعلى الرغم من اعتبار منصب الرئيس التركي فخرياً إلى حدّ كبير (باستثناء المصادقة على القوانين والتعيينات في مناصب أساسية في الإدارة)، إلّا أنّ «التحريم العلماني» لارتداء الحجاب في المناصب والدوائر الرسميّة جعل من ترشيح أيّ سياسي من «العدالة والتنمية» إلى الرئاسة حسّاساً، باعتبار أنّ زوجات معظمهم محجّبات.
وفي ظلّ الجدل الدائر بين السلطات التركية العلمانية، التي ترتكز أساساً على الجسم القضائي والعسكري، وحزب «العدالة والتنمية» منذ فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2002، شهدت مسألة خلافة الرئيس الحالي أحمد نجدت سيزار جدلاً محتدماً في ظل مخاوف العلمانيين من احتمال ترشيح أردوغان نفسه للرئاسة. وينتخب البرلمان التركي، الذي يتمتع فيه «العدالة والتنمية» بغالبيّة، الرئيس التركي من خلال سلسلة من الاقتراعات تبدأ الجمعة المقبل. وسيتولّى الرئيس التركي الجديد مهام منصبه في 16 أيّار المقبل.
ويفترض على غول الحصول على 367 صوتاً من أجل نجاحه. وإذا لم يصوّت لصالحه حزبان صغيران من اليمين ــــــ الوسط، فإنّه سيُنتخب بالتأكيد في الدورة الثالثة في 9 أيّار المقبل، حيث تكون الغالبية المطلقة البسيطة (276 صوتاً) كافية لانتخابه.
ومن المتوقع أن يفوز حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها خلال الشهر المقبل في ضوء الشعبية الكاسحة التي يتمتع بها، بحسب استطلاعات الرأي.
(رويترز، أ ف ب، د ب أ)