القاهرة ــ الأخبار
بينما تنتظر القاهرة وصول رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، فإن أحداً لا يملك إجابة عن هذا السؤال التقليدي: هل سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك مشعل أم سيتجاهله، كما حدث فى كل الزيارات السابقة؟
يعتقد مسؤولون في جماعة «الإخوان المسلمين» أن الإجابة عن السؤال تكمن فى حرص مبارك على تفادي لقاء أي مسؤول من فرعهم الفلسطيني، في إشارة إلى «حماس»، حتى لا يبدو الأمر بمثابة اعتراف رسمي وشرعي بالجماعة المحظورة.
وسيلتقي مشعل في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
ويرجح أن تشهد الزيارة، التي ستستمر يومين، أول لقاء لمشعل منذ فترة في القاهرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي سيحلّ هو الآخر ضيفاً على العاصمة المصرية للقاء مبارك يوم السبت المقبل.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه القاهرة إلى إنجاح صفقة ترعاها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتبادل الأسرى. ولا تزال الصفقة المثيرة للجدل تشهد تجاذبات بين القاهرة و«حماس»، التي سبق أن اشتكت علانية من قيود مصرية غير مرئية على سفر كبار مسؤوليها إلى الخارج عبر الأراضي المصرية.
واضطر أمس رئيس الوفد الأمني المصري في غزة اللواء برهان جمال حماد إلى نفي ما رددته مصادر «حماس» أخيراً من أن الحكومة المصرية قد وضعت شروطاً لدخول رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وقادة حركة «حماس» إلى الأراضي المصرية أو المرور عبرها إلى دول العالم. وقال إن بلاده لا تفرّق في المعاملة بين «حماس» و«فتح» أو أي فصيل آخر وإن لديها قواعد تطبقها على الجميع.
إلى ذلك، شدّد مبارك أمس على أن بلاده ستواصل «جهودها لدفع مسيرة السلام تحقيقاً لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وأمنها الإقليمي وتفادياً لمخاطر جسيمة ستظل محدقة بالمنطقة ما دام السلام العادل أملاً لا يتحقق».
ورأى مبارك، في كلمة متلفزة بمناسبة مرور ربع قرن على تحرير سيناء، أن السلام يمثل «الضمان الحقيقي لأمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها ومفتاح التعامل مع ما تموج به من أزمات وما تتعرض له من تهديدات ومخاطر».
وأعاد مبارك إلى الأذهان أن مصر حررت سيناء «بالحرب والسلام»، مضيفاً «أن لا أحد يعرف ويلات الحروب سوى من خاضها، كما لا يعرف قيمة السلام إلا من دفع ثمنه من أرواح أبنائه ودمائهم وتضحياتهم».