غزة ــ الأخبار
«حماس» تهاجم «مافيات الأمن» و«فتح» تحمل على «الظلاميين»

اتهمت حركة «حماس» «مافيات داخل الأجهزة الأمنية»، بالتآمر على وزير الداخلية هاني القواسمي، لسلب صلاحياته، وعرقلة جهوده لتطبيق الخطة الأمنية، «لأن لهم مصلحة في تفشّي الفوضى ومظاهر الفلتان الأمني»، فيما هاجمت «فتح» من وصفتهم بـ«الظلاميين».
وقالت «حماس»، على لسان القيادي البارز ووزير الخارجية السابق محمود الزهار، إن «وزير الداخلية السابق سعيد صيام تعرّض للمؤامرة نفسها على مدار عام من الحكومة السابقة». وشدّد على ضرورة امتلاك وزير الداخلية زمام الأمور، وتوحيد كل الأجهزة الأمنية تحت إمرته. وأشار إلى «أهمية نزع السلاح من العائلات والفئويات الخبيثة في المجتمع، لأن السلاح لا يحمله إلا رجل الأمن والمقاوم على الثغور».
ودعا الزهار إلى «إقالة الجهاز الإداري في وزارة الداخلية، الذي شارك في زراعة الفوضى والفساد، ما يستوجب ضخ دماء جديدة تؤمن بالإصلاح، وتوفير الجو والظروف الملائمة للإصلاح».
وفي الشأن السياسي، لم يستبعد الزهار مساءلة حكومة الوحدة ومحاسبتها وحجب الثقة عنها إذا لم تؤدّ واجبها كما هو مطلوب منها، مشيراً إلى أنه «يمكن إقالتها أو حجب الثقة عنها برلمانياً أو حتى حل السلطة بأكملها». وشدّد على أن حركة «حماس» لم تتخلَّ عن المقاومة ولن تعترف بإسرائيل. وأضاف أن «من يقول إنه يعترف بإسرائيل فهو ليس من حماس ومن يتنازل عن المقاومة فهو ليس من حماس».
بدوره، قال أمين سر الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، مشير المصري، إن هناك «مافيات داخل قادة الأجهزة الأمنية»، تعمل على تعطيل عمل القواسمي لتنفيذ الخطة الأمنية، التي أقرتها الحكومة قبل نحو أسبوعين.
واستهجن المصري ما تناقلته أوساط إعلامية وسياسية من أن تقديم استقالة القواسمي تمت بالتنسيق بينه وبين حركة «حماس»، واصفاً القواسمي بأنه «شخصية مستقلة». وقال إن «هذه الاتهامات ليست إلا محاولة من البعض للتهرّب من المسؤولية».
ورأى المصري أن «المشكلة الأمنية هي الملف الأخطر على الدوام في الساحة الفلسطينية، وهي قضية للأسف لا تزال كما هي منذ سنوات، حين فرضت على الرئيس محمود عباس يوم كان رئيساً للوزراء أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات أن يستقيل، بسبب وجود مافيات من قادة الأجهزة الأمنية يصرّون على عدم تنفيذ أوامر وزير الداخلية».
وشدّد المصري على أن «تقديم القواسمي استقالته، التي رفضها مجلس الوزراء، يدق ناقوس الخطر مجدداً على مصير الخطة الأمنية، والوفاق الوطني الفلسطيني في ظل تغول هذه المافيات وتمردها على كل الضوابط».
وفي ما يبدو رداً على التهم «الحمساوية»، قال المتحدث الإعلامي باسم «فتح»، ماهر مقداد، إن الحركة لن تستسلم أمام الجرائم التي ترتكبها «الفئة الظلامية». وأضاف، خلال مهرجان لتكريم أسر ضحايا الانفلات الأمني: «لسنا دعاة فتنة ولا قتل ولا ضرب للوحدة الوطنية، لكننا لسنا ضعفاء وسنثبت على هذه الأرض الطاهرة، ولن نسمح باستمرار عمليات القتل بحق المناضلين والشرفاء تحت أي اعتبار».
ورأى مقداد أن «المقاومة أصبحت ليس لها مضمون على أرض الواقع لأنها أعدّت أصلاً لمواجهة الاحتلال، لكن صوبت البنادق والقذائف إلى صدور الشعب لقتل الشرفاء والمناضلين».
ومن جهته، قال رئيس منظمة الشبيبة الفتحاوية عبد الحكيم عوض: «نحن لن
ننسى دماء شهدائنا الذين سقطوا على أيدي فئة أرادت أن تحول هذه الأرض الطيبة إلى صومال جديد ومكان يضرب فيه المثل بالفوضى».