ألمح الرئيس الأميركي جورج بوش، في مقابلة تلفزيونية أمس، إلى احتمال أن يكون بمقدور قادة الاحتلال في العراق «إجراء مراجعة لتحديد إذا كانت زيادة عديد القوات قد حققت نجاحاً أو لا بحلول شهر أيلول» المقبل، موضحاً أن قائد القوات الأميركية في هذا البلد دايفيد بترايوس «يشعر بأن من المبكر إجراء تقويم كامل لآثار زيادة حجم القوات، لأن نصف القوات الجديدة فقط تم نشرها بالفعل».وأبقى بوش، من جهة ثانية، على احتمال إجراء اتصالات بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومسؤولين إيرانيين، في حال مشاركة طهران في مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول العراق، مطلع الشهر المقبل.
غير أن بوش أوضح أن «الشيء الذي لست مستعداً لأن أفعله هو الجلوس بشكل ثنائي مع الإيرانيين».
ورداً على سؤال عن البرنامج النووي الإيراني، قال بوش إنه سيدرس «بجدية» إمكان عقد لقاء مع الإيرانيين، لكنه أضاف: «لا أعتقد أن نقاشاً مع الإيرانيين وحدهم في الوقت الراهن من شأنه أن يؤدي إلى النتيجة التي نريد».
في هذا الوقت، قال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد إنه «غالباً ما يُطلق الرئيس (جورج بوش) كلبه الهجومي المعروف باسم ديك تشيني»، نافياً أي رغبة في الدخول في «مواجهة شتائم مع شخص تدنت شعبيته إلى 9 في المئة» في إشارة إلى نائب الرئيس الأميركي.
وكان تشيني قد شن هجوماً حاداً على الديموقراطيين أمس بالقول، في اجتماع للجمهوريين في الكونغرس، إن «بعض قادة الديموقراطيين يعتقدون أن معارضة عمياء للاستراتيجية الجديدة هي السياسة الجيدة»، مضيفاً أن «من السخف التأكيد على أن الحرب خاسرة، لمجرد الاعتقاد بأن هذا الأمر يعطيهم مكسباً سياسياً».
وفي السياق، أعلن النائب الديموقراطي دنيس كوسينيتش أنه أطلق إجراء إقالة بحق تشيني المتهم بـ«تضليل» الأميركيين لتبرير الحرب في العراق، وتهديد إيران بعدوان «على حساب مصالح الأمن القومي الأميركي».
وقال النائب الأميركي الذي يسعى للحصول على ترشيح الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية عام 2008، إن «ملايين الأميركيين يوافقون معي» على هذا التحرك، مضيفاً أنه «يجب القيام بشيء ما للمجيء بحكومة يريدها الأميركيون نزيهة وعادلة». ومن المرجح أن يبقى الإجراء حبراً على ورق، لأن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي استبعدت مراراً إطلاق إجراء «إقالة» خلال الحملة الانتخابية التي قادتها.
ويتهم القرار، الذي أعده كوسينيتش، تشيني بـ«التلاعب بعملية إدارة معلومات الاستخبارات، لتضليل المواطنين والكونغرس، بهدف تبرير الحرب بحجة وجود أسلحة دمار شامل، ووجود علاقة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)