باريس ــ الأخبار
«أرجو المعذرة، فإنني متأثرة جداً»، بهذه العبارة افتتحت المرشحة الشيوعية ماري جورج بوفيه، والدموع تنهمر من عينيها، جلسة اللجنة المركزية للحزب الفرنسي التاريخي أمس، في سابقة يرى الشيوعيّون فيها دموع أمينة سرّ حزبهم، المشهورة بصلابة أعصابها وشدة بأسها.
تفسّر الدموع هذه، النتيجة التي حصدها الحزب، والتراجع الذي أصاب شعبيّته بعدما كان القوّة السياسية الثالثة وحامل مشعل حماية العمال والمضطهدين. والأرقام التي خرجت من الانتخابات تبيّن أنّ لا عمال ولا مضطهدين صوّتوا لبوفيه، فيما تجاوزت منظمة «الرابطة الشيوعية الثورية»، التي مثّلها الشاب أوليفيه بوزانسونو، الحزب الشيوعي وباتت القوّة التي على «يسار اليسار» السير وراءها.
ورغم الأسباب الكثيرة التي قد تبرّر التراجع «الشيوعي»، لا يُتوقّع توقّف عملية تصفية حسابات داخل الحزب، وخصوصاً أن الكثيرين يتهمون بوفيه بأنها رفضت كل دعوات توحيد «يسار اليسار». إلّا أن من المستبعد أن تتم تصفية الحسابات في داخل اللجنة قبل انتهاء الدورة الثانية؛ فقد دعت بوفيه إلى التصويت لسيغولين رويال الاشتراكيّة لقطع الطريق على نيكولا ساركوزي اليميني.
وحتّى إن خفّف وصول رويال إلى سدّة الرئاسة وطأة الخسارة الشيوعيّة المريرة، يتوقع العديد من المراقبين أن يكون لهذه الانتخابات أثر كبير على الحزب الذي لا يزال «حزباً غنياً جداً ومنظماً»، لكن من دون مؤيدين؛ فقد بدأت فكرة تغيير اسمه تراود بعض «المحدّثين» الذين يؤمنون بأساليب التسويق السياسي ويعطون مثالاً على نجاحها في التطوّر الذي شهدته الأحزاب الشيوعية الأوروبية.