strong>رغم صدور 3 قرارات بفرض عقوبات على طهران في مجلس الأمن الدولي، على خلفية برنامجها النووي، لا تزال الجمهورية الإسلامية تلعب على عامل الوقت لتفادي المواجهة المفترضة مع الولايات المتحدة، من خلال استمرارها في لعبة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي
لا تزال الولايات المتحدة على موقفها المستبعد لأية تسوية تتعهد بموجبها إيران بعدم توسيع نشاطاتها الحالية لتخصيب اليورانيوم، مصرّة على وقف هذه النشاطات، في وقت هددت طهران بضرب إسرائيل والمصالح الأميركية في أنحاء العالم إذا هوجمت بسبب برنامجها النووي.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، محمد باقر ذو القدر، قوله «لن يكون هناك مكان آمن بالنسبة لأميركا مع (امتلاك إيران) للصواريخ البعيدة المدى.. يمكننا إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ كل يوم.. تستطيع إيران بالصواريخ البعيدة المدى تهديد إسرائيل حليفة أميركا».
واتهم ذو القدر الولايات المتحدة بالعمل على تقويض النظام الإسلامي في إيران من خلال خلق توترات عرقية وطائفية في البلاد واستخدام صحف ووكالات غير حكومية لتحقيق هذا الهدف.
وفي المقابل، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أمس، خلال زيارة إلى أوسلو لإجراء محادثات مع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي وروسيا، إن«الشرط الوحيد لبدء المفاوضات مع إيران، هو أن تعلّق عمليات تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم». وأضافت ان المبدأ الذي يسود أية اتصالات مع طهران يجب أن يكون «تعليق في مقابل التعليق».
وأعادت رايس التأكيد على العرض الذي تقدمت به الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن تقديم الحوافز التجارية والسياسية لإيران وبدء مفاوضات مباشرة معها إذا قبلت بطلبات الأمم المتحدة بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم. لكنها أضافت انه«لا توجد ثقة بنوايا إيران، حيث يبدو أنهم يتحركون باتجاه إنتاج سلاح نووي».
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني قد أعلن من أنقرة، في وقت سابق أمس، أن محادثاته مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قرّبت الجانبين باتجاه «وجهة نظر موحّدة» لإنهاء الأزمة النووية.
وقال لاريجاني «نهدف الى التوصل الى أرضية مشتركة للمساعدة على تسوية هذه المشكلة.. أظن أننا نقترب في بعض المجالات من نظرة مشتركة». وأضاف «ينبغي أن تتواصل عمليات التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ينبغي أن تسود معاهدة منع الانتشار النووي. هذه أطر عمل جيدة تمثل نقاطاً موحدة محورية في وجهات نظر الجانبين».
بدوره، قال سولانا إن المحادثات بناءة وتجري في أجواء طيبة رغم عدم وجود «انفراجة كبيرة» وشيكة. وأضاف «حاولنا فهم بعضنا بعضاً بشكل أفضل.. وهذا بلا أدنى شك جزء أساسي للغاية من حل المشكلة». غير أنه حذّر من أن محادثات أنقرة ما هي إلا عمل تمهيدي قد يؤدي إلى العودة للمفاوضات الرسمية.
ويقول دبلوماسيون في أنقرة إن العامل الرئيسي لتحقيق انفراجة ربما يكمن في إيجاد تعريف لتعليق التخصيب يمكن أن يقبله الجانبان. وقد يعني ذلك، على سبيل المثال، تعليق إنتاج وقود اليورانيوم مع استثناء بناء أو تجربة أجهزة الطرد المركزي.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أحد هؤلاء الدبلوماسيين قولهم إن إحدى الأفكار يمكن أن تكون إعلان إيران التوقف عن إجراء مزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم، إذا كانت قد بدأت بالفعل، لفتح الطريق أمام استئناف المحادثات مع سولانا، بينما تمتنع الأمم المتحدة عن فرض عقوبات جديدة.
وحدد مجلس الأمن الدولي لإيران مهلة تنتهي بعد شهر لوقف تخصيب اليورانيوم سيفرض بعدها عقوبات عليها.
في هذا الوقت، أعلن رئيس الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية، سيرغي كيريينكو، أمس، أن الدفعات المالية الإيرانية حول محطة بوشهر النووية غير كافية، ما يؤدي الى تأخير بنائها.
وأعلن المتحدث باسم كيريينكو، سيرغي نوفيكوف، «من السابق لأوانه مناقشة مواعيد مراحل بناء محطة بوشهر النووية»، مضيفاً «عندما تكون الدفعات متواصلة لا تتوقف الأعمال، وفي الوقت الراهن لا أرى أن الدفعات تجري بصورة صحيحة».
(ا ف ب، ا ب، رويترز، مهر)