القاهرة ـــ عبد الحفيظ سعد
تواصلت المعركة السياسية بين الحكومة المصريّة وجماعة «الإخوان المسلمين» حول شعار «الاسلام هو الحل»، وهو الرمز السياسي الذي تستخدمه «الجماعة» في الانتخابات البرلمانية المصرية.
وردّت «الجماعة» أمس، على التسريبات الحكوميّة المصرية بخصوص حظر خوض المرشحين الانتخابات التشريعية تحت الشعار المذكور، بالتشديد، على لسان مسؤول اللجنة السياسية فيها عصام العريان، على أنّ «الاخوان سيتمسّكون بشعارهم الذي يتوافق تماماً مع نصّ المادة الثانية من الدستور المصري»، مشيراً إلى أنهم سبق أن حصلوا على حكم قضائي في عام 2005 يؤيّد ذلك الشعار.
وكانت «التسريبات» كشفت أنّ البرلمان المصري في طريقة لإصدار تشريع ضمن قانون مباشرة الحقوق السياسيّة المزمع إقراره خلال الأسابيع المقبلة، يقضي بتوقيع عقوبة على المرشحين الذين يستخدمون الشعارات الدينية، بما فيها شعار «الإسلام هو الحل»، تصل إلى حدّ شطب اسم المرشح من اللوائح الانتخابيّة، وهو حقّ اكتسبته المحكمة العليا وفقاً لتعديلات القانون الجديد لمباشرة الحقوق السياسية.
وأشار العريان إلى أنّ «الإخوان» لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه منع هذا الشعار. وقال «سوف نتصدّى للتشريع الجديد، وحتّى إذا أصرّت الحكومة على موقفها، فإنّنا لن نتخلّى عن شعارنا، ونعرف جيّداً أنّ الوجدان الشعبي المصري يفهم شعار: الإسلام هو الحلّ»، مشيراً إلى أنّه يمكن ببساطة تغيير الشعار جزئياً ليصبح «الحلّ هو». وأضاف العريان أنّ الجماعة «ستعتمد على فطنة المصريين فى معرفة مغزى الشعار، لكنّنا سنستمرّ حتى اللحظة الأخيرة فى الدفاع عنه داخل القضاء».
ويعدّ شعار «الإسلام هو الحلّ» أحد الشعارات التي استخدمتها «الجماعة» في الانتخابات التشريعية منذ عام 1987، حين تحالفت مع حزب «العمل» في الانتخابات التشريعية، وتمكن هذا التحالف من الحصول على 87 مقعداً في البرلمان.
وعادت «الإخوان» إلى استخدام الشعار مجدّداً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت عام 2005، وحصلت الجماعة فيها على 88 مقعداً في البرلمان.
ووُجّهت للشعار الإخواني اتّهامات من القوى السياسية المدنية والعلمانية على أساس أنّه يغذّي الطائفية، كما أنّ «الحزب الوطني» الحاكم انتقده على لسان أمين الإعلام في الحزب علي الدين هلال، الذي رأى أنّ الشعار يخلّ بالتعديل الدستوري. وأشارت مصادر في «الحزب الوطني» إلى أنّ منع الشعار سيبدأ في الانتخابات المقبلة لمجلس الشورى، والتي ستجرى في حزيران المقبل.