strong>حيفا ـــ فراس خطيب
فصول ما تسميه إسرائيل «قضية بشارة» لا تزال تتتابع، والملاحقة
قد تتحوّل إلى دولية، فيما نقلت «معاريف» عن عزمي قوله إنه يخشى اغتياله بأيدي «الموساد»

تتجه سلطات الاحتلال إلى تصعيد ملاحقة رئيس التجمع الوطني الديموقراطي عزمي بشارة، من خلال «أمر اعتقال دولي» ستصدره، بحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، الشرطة الاسرائيلية بحقه خلال الأيام المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ معنى إصدار مثل هذا الأمر هو أن «كل دولة أبرمت اتفاق تسليم مطلوبين مع اسرائيل ملزمة باعتقال بشارة وتسليمه». وأضافت أنَّ النيابة العامة الإسرائيلية تعد لائحة اتهام ضد بشارة، لكونها شرطاً أساسياً لطلب التسليم.
وقالت الصحيفة إنَّ جهاز الأمن الاسرائيلي العام (الشاباك) والشرطة الاسرائيلية «يتابعان خطوات بشارة في الخارج». وتقدّر هذه الاوساط الأمنية أنَّ «بشارة سيستقر في إحدى الدول العربية التي لم تبرم اتفاق تسليم مطلوبين مع إسرائيل».
ويذكر أنَّ الدول العربية ودول أميركا اللاتينية لم تبرم اتفاق «تسليم مطلوبين مع اسرائيل».
وقال نائب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، الذي يرمز إليه بالحرف «ي»، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي أمس، إن «الشاباك» لا يستهدف فلسطيني 48 بل عزمي بشارة فقط، مشيراً إلى أنه «سيتم نشر المزيد من المعلومات يوم الأربعاء (المقبل)» عن قضية بشارة. وأضاف أنه تجري دراسة إمكان المطالبة بتسليمه لإسرائيل.
وكانت مدينة الناصرة قد احتضنت أول من أمس مهرجاناً تضامنياً مع بشارة شارك فيه الآلاف من فلسطينيي 48، حاملين صوراً لعزمي، وشعارت منها «نحن معك أينما تكون»، «إرفع رأسك يا أخي».
وافتتح الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي عوض عبد الفتاح المهرجان. وقال إنّ «الشرطة راهنت على أنه لن يأتي أكثر من مئة شخص، لكنّكم اتيتم، آلافاً».
أما رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية شوقي خطيب، فقد أكد من جهته على الوحدة في وجه «المخططات السلطوية»، مشيراً إلى أنَّ الفلسطينيين في الداخل «شعب يعتز بقادته، وعزمي أحد قادة هذا الشعب وله دور مركزي في تطوير نهج وثقافة»، ومشدداً على أنه «حين يجدّ الجد يقف هذا الشعب موحداً. كل المؤمرات تتحطم على صخرة الوحدة».
وشدّد رئيس الحركة الاسلامية (الشق الشمالي) الشيخ رائد صلاح على «الترفع عن الانقسامات». وقال «نحن نتحدث باسم حزب واحد، حزب جماهيرنا العربية الفلسطينية».
وكان النائب طلب الصانع، مندوباً عن حزب القائمة العربية الموحدة، قال إن «السلطات الاسرائيلية فشلت في الماضي في التحريض على بشارة والتجمع والحركة الإسلامية، وستفشل هذه المرة بوحدة الجماهير».
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني جمال زحالقة، إنَّ «القضية ليست قضية بشارة وحده أو التجمع وحده، بل قضية كل الجماهير العربية، والجماهير قادرة وكفيلة بصد هذه الحملة والهجمة على مستقبلها السياسي». وأضاف أن «هدف الحملة ليس العمل السياسي العربي بحد ذاته، بل البعد الوطني في العمل السياسي العربي».
وكان الناس ينتظرون، مثلما في كل مهرجان، كلمة عزمي بشارة، الذي تحدّث عبر الهاتف.
وحيّا بشارة بداية الجماهير. وشدّد على العودة، وفق قواعد لعبة جديدة «لا كما تريدها السلطات»، مستنكراً أن يثبت «براءته أمام مجرمي حرب».
وقال بشارة إنَّ السلطات حوّلت «العلاقة مع الشعب اللبناني إلى علاقة أمنية»، متسائلاً «أي معلومات لدينا يمكن أن نعطيها، ونحن أبعد الناس عن المعلومات بمفهومهم»، مشيراً إلى أنّه «بعد فشلهم الذريع في لبنان وفلسطين سياسياً وعسكرياً، يريدون أن يتحوّلوا إلى قضاة لنا ونحن الوحيدون في البرلمان الذين لم نقتل، كان ولا يزال سلاحنا الفكر والثقافة والقلم والندوة والمحاضرة».
وأكد بشارة على أن التحريض في الصحف «لا يخيفنا، بل يخيفهم هم. يجب ألّا نصاب بالارتباك من صحافتهم وعناوينهم. هل نريد شهادة براءة من مجرمي حرب؟ يجب أن يحاكموا على قتل الأطفال. هم في قفص الاتهام».

ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن بشارة قوله، في جلسات مغلقة، إنه لا يستبعد احتمال قيام الموساد الإسرائيلي باغتياله، مشدداً على أنه «لا يخشى ذلك». وأوضح بشارة، بحسب مقربين منه، أنه «تلقى في الفترة الأخيرة الكثير من التهديدات عبر البريد الالكتروني» وأنه «يخشى أن تقوم جهات متطرفة بمحاولة اغتياله». وأضافت الصحيفة أنه أسر لمقربين منه أخيراً بأن قرار العودة لا يزال يربكه، موضحاً أن «عودته ستؤدي إلى اعتقاله وأن بقاءه في الخارج سيفسر على أنه تنازل عن القضايا القومية».