واشنطن ــ محمد دلبح
أعرب مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون عن اعتقادهم بتراجع نفوذ رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان في مجال السياسة الخارجية لبلاده.
وعزا هؤلاء المسؤولون رأيهم إلى القرارات والإجراءات التي اتخذها أخيراً الملك عبد الله والتصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية سعود الفيصل إزاء العراق والاحتلال الأميركي له، والصراع العربي الإسرائيلي، التي رأوا أنها تتعارض مع جدول الأعمال الذي رسمته ولا تزال إدارة الرئيس جورج بوش للمنطقة، استناداً إلى الضمانات التي كان قد قدمها الأمير بندر إلى البيت الأبيض خلال زيارات سرية قام بها إلى واشنطن.
وقال هؤلاء المسؤولون إن الملك السعودي أعاق، خلال لقاء مكة الفلسطيني، خطط وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لإرغام الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الإذعان الكامل لشروط رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لقاء دعمه، ولم يفرض على «حماس» الاعتراف بإسرائيل وبشروط اللجنة الرباعية، وهو ما يخالف التعهد الذي تلقته واشنطن من الأمير بندر.
كما يعتقد المسؤولون الأميركيون، في أعقاب التحدث إلى بندر، الذي يسمى في واشنطن «بندر بوش»، أن السعوديين قد يوافقون على إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل كجزء من خطة أميركية أوسع لاستئناف محادثات سلام إسرائيلية ــــ فلسطينية، وهو ما عرقله الملك السعودي، الذي دان خلال مؤتمر القمة العربية في الرياض الشهر الماضي الغزو الأميركي للعراق باعتباره «احتلالاً أجنبياً غير مشروع».
ويعتقد دبلوماسيون ومحللون وخبراء في الشؤون السعودية بأن الملك عبد الله وكبار مساعديه ومستشاريه، خلافاً للأمير بندر، يشعرون بضعف البيت الأبيض ورئيسه في الوقت الراهن بسبب فشل سياسته في العراق والتحدّي الذي يمثّله الديموقراطيون له بهذا الشأن.
وقال السفير الأميركي الأسبق لدى السعودية روبرت جوردان إن الملك عبد الله سبق له القول إنه لا يريد أن يذكر في التاريخ على أنه طوني بلير العربي الموالي لبوش. وأضاف «أعتقد أنه (الملك عبد الله) يشعر بضرورة أن يكون هناك زعيم للعالم العربي يظهر عدم تطابق مع السياسة الأميركية» في المنطقة.
غير أن جوردان أقرّ، في الوقت نفسه، بأنه رغم تبني الولايات المتحدة والسعودية وجهات نظر مختلفة حول الطريقة التي يجب أن تنفذ فيها السياسة في المنطقة، إلا أن «البلدين لا يزالان يشتركان في الأهداف البعيدة المدى نفسها للمنطقة وتربطهما علاقات تحالف قوية».