strong>يحيى دبوق
مؤتمر الجوار العراقي المقرر عقده في بغداد خلال أيام «لا يقلق» إسرائيل وإن كانت ترى فيه تغييراً «تكتيكياً» في سياسة إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش كونها وافقت، للمرة الأولى، على الجلوس إلى الطاولة نفسها مع سوريا وإيران

أعرب مسؤولون إسرائيليون أمس عن عدم شعورهم بالتهديد جراء مشاركة ممثلين عن الإدارة الأميركية جنباً الى جنب مع ممثلين عن ايران وسوريا في «مؤتمر دول الجوار» المقرر عقده في بغداد في العاشر من الشهر الجاري.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، وصفتهم بأنهم حكوميون، قولهم «لا حاجة إلى الشعور بالتهديد، فالمسألة تتعلق بالعراق، وعندما تتعلق المسألة بالعراق، فإن إسرائيل ليست الجهة التي توجه الإدارة (الأميركية) وما يجب أن تقوم به».
وأضافت الصحيفة إن الولايات المتحدة «طمأنت إسرائيل على بقاء سياستها ثابتة تجاه برنامج إيران النووي، رغم رغبتها في الجلوس مع ممثلين ايرانيين».
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي تستضيف الرئيسة الإسرائيلية بالوكالة ورئيسية الكنيست داليا ايتسيك، شددت على مسامعها على أن «المسألة العراقية ستكون أساس المحادثات الإقليمية المتوقعة في الشهر المقبل». ونقلت عن ايتسيك نفسها قولها إنها «لم تجد أي تصدع في الموقف الأميركي من القضية النووية الإيرانية».
وبحسب الصحيفة، قلل المسؤولون الإسرائيليون من أهمية المؤتمر على السياسة الأميركية العامة، وقالوا إنهم «لا يتوقعون أن يؤثر (المؤتمر) على الموقف الأميركي الصلب الذي يرى وجوب أن توقف سوريا دعمها للإرهاب في المنطقة، ووجوب أن توقف إيران سعيها لحيازة الأسلحة النووية». وشددوا على أن «مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية (إيهود أولمرت) غير مُفاجَأ بالتحرك (الأميركي)، ولا يشعر بأنه مسبب لأي إهانة».
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن «الأميركيين سيتكلمون مع سوريا (خلال المؤتمر) في مواضيع عديدة تتعلق بهم»، لكنهم قللوا من إمكان أن يؤدي ذلك إلى التزام كبير معها، الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على إسرائيل. وقالوا «دعونا لا نضع العربة قبل الحصان».
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم، إنهم في إسرائيل غير قلقين من تأثير المؤتمر على الموقف الإسرائيلي، الذي لا يرى الوقت مناسباً لإجراء مفاوضات مع دمشق «لأن الرئيس السوري (بشار) الأسد يدعم حماس وحزب الله بشكل هائل».
رغم ذلك، يقرون في إسرائيل بأن «التحرك الأميركي يمثل تغييراً تكتيكياً في سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي عارض إلى الآن إشراك إيران وسوريا في الخطط الهادفة إلى استقرار العراق». ويشددون على أن الأميركيين يريدون التحدث إلى سوريا وإيران عن العراق وما يجب القيام به هناك، لكن القضايا الأساسية المرتبطة بإسرائيل مختلفة «فنحن نريد سلاماً مع سوريا، إلا أن أعمالها لا تُظهر أنها تريد سلاماً مع اسرائيل».
بدوره، قلّل مصدر دبلوماسي غربي يعمل في إسرائيل، حسبما نقلت عنه الصحيفة من دون أن تذكر هويته، من أهمية المؤتمر بين الأميركيين وإيران وسوريا وتأثيره على إسرائيل. وقال إن «الولايات المتحدة لن تقدم على إجراء مفاوضات مع سوريا في خصوص الجولان كنتيجة للمؤتمر».