في تطور جديد يمثّل امتداداً لما بحثته الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) الاثنين الماضي في لندن، لم تتوصل الدول الست خلال مباحثات هاتفية إلى اتفاق في شأن قرار دولي ثان ضد إيران، بل اكتفت بـ«مواصلة المباحثات».وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن الدول الكبرى اتفقت على مواصلة محادثاتها بهدف استصدار قرار ثان من مجلس الأمن الدولي في شأن الملف النووي الايراني. وقال المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي “إن المؤتمر الهاتفي عقد كما هو مقرر على مستوى المديرين السياسيين، والمحادثات تتواصل في شأن مضمون قرار مقبل”، من دون أن يدلي بتوضيحات أخرى.
وقلّل دبلوماسيون أوروبيون من شأن هذا المؤتمر الهاتفي ورأوا أنّه مجرد اتصال لمتابعة المحادثات الجارية.
وتأمل الدول الست صياغة قرار ثان في مجلس الأمن الدولي يشدد المجموعة الأولى من العقوبات، التي اعتُمدت في نهاية كانون الأول في القرار 1737، الذي أمهل إيران 60 يوماً لالتزام القيود الخاصة بتخصيب اليورانيوم أو مواجهة عقوبات محتملة. وستحدد الدول الست ما إذا كان هذا القرار الثاني سيتضمن “إجراءات إضافية”.
وفي بكين، أجرى دبلوماسي إيراني رفيع المستوى أمس مناقشات في شأن المواجهة النووية بين طهران والغرب، فيما عبّرت الصين مجدداً عن موقفها الذي يتمثّل في ضرورة حل الأزمة المتفاقمة من خلال التفاوض.
وكان المتحدث باسم سفارة طهران في بكين محمود رضواني قد قال لـ“رويترز” إنه من المقرر أن يجري مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات مع مسؤولين صينيين تتناول النزاع النووي. وأضاف إنه ليس في وسعه إعطاء أي تفاصيل في شأن الزيارة التي من المقرر أن تنتهي اليوم (الجمعة).
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جين جانغ، فقال من جهته، في مؤتمر صحافي، إن الصين ترى أن النزاع النووي يجب أن يُحل من خلال المفاوضات الدبلوماسية. وأضاف “في ظل الظروف الحالية، نأمل أن تتمكن إيران من الرد بإيجابية على أسباب قلق المجتمع الدولي وقرار مجلس الأمن الدولي 1737” .
وتابع جين إن “المجتمع الدولي يجب أن يمارس الهدوء وضبط النفس وأن يواصل انتهاج الجهود الدبلوماسية بما في ذلك خارج مجلس الأمن للتشجيع على إحياء المفاوضات في أقرب وقت ممكن”.
وفي بكين أيضاً، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، في مؤتمر صحافي، إن فرنسا تحاول إيجاد أرضية مشتركة بين أعضاء مجلس الأمن. وأضاف “الدور الرئيسي لفرنسا هو أن يكون نقطة توازن بين الأميركيين والبريطانيين الذين يريدون دائماً فرض مزيد من العقوبات والصينيين والروس الذين لا يريدون الذهاب الى حد فرض عقوبات”.
وقال دوست بلازي إن “وجود جبهة موحدة من المجتمع الدولي مسألة حيوية لكي تتخذ ايران قراراً استراتيجياً إما باختيار العزلة أو تعليق أنشطتها النووية الحساسة والانفتاح على المفاوضات”.
وفي المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن بلاده تريد التوصل إلى حل لأزمتها النووية من خلال المفاوضات لكن على الأطراف الأخرى الاعتراف بحق إيران في امتلاك طاقة نووية سلمية.
وأشار متكي، لدى اجتماعه بوزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في مدريد، الى ازدياد عدد الدول المشاركة في المفاوضات قائلاً “إن مشاركة المزيد من المنظمات والدول في المفاوضات المتعلقة ببرامج ايران النووية تمهد الطريق للوصول الى اتفاق عادل وشامل في شأن نشاطات ايران النووية” .
بدوره، أشار موراتينوس الى العلاقات المميزة بين إيران وإسبانيا، مشدداً على ضرورة تسوية موضوع النووي الإيراني سلمياً.
هذا وقد بحث وزيرا الخارجية الإيراني والإسباني آخر التطورات في المنطقة والأوضاع في أفغانستان وفلسطين.
(ا ف ب، رويترز، أ ب، مهر)