القاهرة ــ الأخبار
“المبادرة العربية للسلام” ستكون العنوان الأبرز لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر اليوم وغداً في القاهرة، ولا سيما بعد الطلب الإسرائيلي بتعديل فقرة حق العودة، وهو ما استخفّت به مصادر عربية وفلسطينية، قبل ثلاثة أسابيع من القمة العربية المرتقبة في الرياض في 28 و29 آذار الجاري، التي اقترحت قطر تأجيل عقدها يوماً واحداً.
وعلمت “الأخبار” من مصادر عربية أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أرسلت الى كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير خارجية الأردني عبد الاله الخطيب رسالتين تطلب منهما فيهما التدخل لإقناع السعودية بتعديل “مبادرة قمة بيروت” وطرحها على القمة.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر سياسية رفيعة المستوى قولها إن إسرائيل تتوقع أن تقبل الجامعة العربية بصيغة محسّنة للمبادرة العربية. وأضافت “نحن ندرك وجود نية لتحسين المبادرة والإتيان باقتراح أفضل”.
وتريد إسرائيل بشكل أساسي تليين بند اللاجئين. وقالت ليفني، في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، “نترقّب قمة جديدة، ومن المحبذ أن يعرفوا أي أجزاء من المبادرة مقبولة في إسرائيل، وأيها يعد خطاً أحمر تماماً”.
وعلّق مصدر فلسطيني قريب من السلطة على طلب ليفني، ووصفه بأنه “كلام بلا معنى” ويأتي نتيجة “مأزق سياسي في الحكومة الاسرائيلية بعد اتفاق مكة. ويحاول الإسرائيليون الخروج منه عن طريق التصعيد الفارغ للتغطية على آثار الاتفاق”.
وأوضح المصدر أن “المبادرة تنص على أن مشكلة اللاجئين تحل وفق قرار مجلس الامن 194 ووفق اتفاقات الطرفين”.
لكن يبدو أن التعديل سيسير في القمة العربية وفق “ورقة عمل” سيطرحها الرئيس المصري حسني مبارك ويطلب فيها تفويض “حماس” للرئيس الفلسطينى محمود عباس (ابو مازن) للتفاوض مع اسرائيل في مقابل استئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتطرح ورقة مبارك أيضاً استئناف عملية السلام السورية الاسرائيلية من حيث انتهت على أساس “وديعة رابين”.
ويبدو أن الخلافات العربية ــــــ العربية تفجرت باكراً أول من أمس خلال اجتماع المندوبين الدائمين، تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية، ولاسيما حول اللغة المستخدمة لإدانة الاحتلال الاميركي في العراق؛ فبينما رأت السعودية تهدئة حدة الانتقادات الموجهة، رفضت ليبيا وسوريا التهدئة وطلبتا عبر مندوبيهما المزيد من الحدة.
وأشارت مصادر إلى أن المندوبين اقترحوا أن يرفع البند الخاص بالمحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بالتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى وزراء الخارجية العرب بعدما دب خلاف بين المندوبين السوري واللبناني في شأن صياغة هذه الفقرة. وأيد الجانب السوري المندوب الجزائري الذي رأى أن موضوع المحكمة شأن داخلي بين اللبنانيين.
ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية اليوم اجتماعاً تشاورياً تمهيداً للاجتماع الرسمي غداً الأحد لإعداد ملفات القمة العربية.
من ناحية أخرى، كشفت مصادر سعودية عن طلب تقدمت به قطر قبل أيام إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتأجيل موعد عقد القمة يوماً واحداً، وذلك لارتباط الأمير حمد بي خليفة آل ثاني بلقاء مع مسؤول كوري رفيع المستوى.
واستغربت مصادر في الجامعة الطلب القطري. وقالت إن “الزيارة” هي التي من الممكن تأجيلها لا القمة.
وربطت المصادر بين طلب التأجيل ورسالة شفهية حملها السفير الليبي في قطر، محمد المعداني، من الزعيم الليبي معمر القذافي الى أمير قطر ولم يكشف عن مضمونها، لكنها أحيت مخاوف سعودية من تنسيق ليبي ــــــ قطرى لإفساد القمة.
ورفض مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف التعليق على قصة الطلب القطري، وأكد لـ“الأخبار” “أن القمة ستعقد في موعدها”.