أن يقرّ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بـ«الحقيقة المحرجة» للوضع في العراق، دليل على حجم المأزق الأميركي في هذا البلد، في وقت لا تسهل خطوات الديموقراطيين في واشنطن العمل على الإدارة الأميركية في هذا الملف
يتجه الديموقراطيون في مجلس النواب الأميركي نحو تقديم تمويل أكبر من ذلك الذي طلبه الرئيس الأميركي جورج بوش لحربي العراق وأفغانستان، في مقابل تشديد الشروط على إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى هذين البلدين، في وقت قدم فيه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني صورة قاتمة لوضع إدارته في بلاد الرافدينوقال تشيني، خلال اجتماع للمحافظين في الحزب الجمهوري، إن «من المفيد أن نذكر بأن العدو الذي نواجهه في الحرب على الإرهاب جعل العراق الجبهة الرئيسية»، مضيفاً أنه «إذا أردنا استخدام عبارة شعبية (حول الوضع في العراق)، نقول إنها حقيقة محرجة».
وأوضح تشيني أنه «بحسب قاموس (أسامة) بن لادن، فإن الانتصار في بغداد سيكون انتصاراً للولايات المتحدة، والخسارة في العراق ستشكل فشلاً للولايات المتحدة».
في هذا الوقت، قال رئيس لجنة للإنفاق الدفاعي في مجلس النواب الأميركي جون مورثا إنه «سيتم تخصيص 98 مليار دولار للجانب العسكري»، بزيادة تصل إلى خمسة مليارات دولار عما طلبته إدارة بوش.
وأعلن مورثا، في مؤتمر صحافي، أن النواب الديموقراطيين «لا يزالون يناقشون شروطاً تتطلب تلقي الجنود الأميركيين تدريباً ملائماً وعتاداً مناسباً وراحة كافية، قبل التوجه إلى العراق»، لكنه أشار إلى أن الأموال، التي يرغب النواب الديموقراطيون في إضافتها، تشمل مليار دولار إضافية للقوات الأميركية في أفغانستان، ونحو مليار دولار أخرى لعلاج الجنود الأميركيين «الذين يعانون إصابات في المخ، ومشكلات نفسية» مرتبطة بالظروف في العراق وأفغانستان.
ونقلت صحيفة «يو أس ايه توداي» عن نائب وزير الدفاع الأميركي غوردون انغلاند قوله، أمام لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ، إن «هناك حاجة إلى ستة أو سبعة آلاف جندي»، لدعم 21500 جندي طلب بوش إرسالهم إلى العراق.
ورأى انغلاند أنه «سيتضح خلال أشهر قليلة، ما إذا كانت زيادة عدد القوات ستساعد على تحسين الأمن في العراق»، موضحاً أنه «بحلول الصيف المقبل، ستكون لدينا مؤشرات أفضل حول نجاح البرنامج».
ورأى انغلاند أنه «استناداً إلى تقارير العاملين على الأرض، من المبكر جداً الحديث عن أي نتائج (في العراق)، لأننا لا نزال في البداية»، لكنه أشار إلى «معلومات عن انخفاض عدد عمليات القتل الطائفية».
بدوره، قال نائب رئيس الأركان في الجيش الأميركي ادموند غامباستياني إن الإدارة الأميركية لا تستطيع الاعتماد على «أرقام تتعلق بأسبوع أو أسبوعين، لتحديد الاتجاه الشامل للوضع» في العراق، غير أنه كشف أن «حركة النزوح من بغداد مثلاً، وفي جميع أنحاء البلاد، تراجعت».
في المقابل، قال السيناتور الديموقراطي جاك ريد، إثر اجتماع مغلق مع وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس أركان الجيوش الأميركية بيتر بايس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس: «إننا في بداية عملية صعبة جداً»، في إشارة إلى الأوضاع في العراق.
وأوضح ريد، وهو أحد المتحدثين الرئيسيين باسم الديموقراطيين في المسائل الدفاعية، أن الديموقراطيين «لم يبلوروا بعد» خطتهم للاعتراض على الاستراتيجية الجديدة بشأن العراق.
أما بايس، فقدم بعض الإيضاحات التقنية، مؤكداً أن «الخطة الأمنية في بغداد ستنفذ بكاملها، كما هو مقرر».
وتحدث بايس عن التعزيزات العراقية، مشيراً إلى أن «سبعة من أصل تسعة أفواج وعدت بها الحكومة العراقية، تنتشر في بغداد حالياً، وتعمل مع قوات التحالف»، مضيفاً أن «الفوجين المتبقيين ينتشران على تخوم بغداد، ويتلقون المرحلة الأخيرة من التدريبات، وسيلتحقان بالأفواج الأخرى، خلال فترة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام».
وحول القوات الأميركية، قال بايس إن «اثنين من أصل خمسة ألوية أميركية ينتشران في بغداد، والثلاثة الباقون سينتشرون تدريجياً، بمعدل فوج واحد في آذار ونيسان وأيار».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)