strong>واشنطن تتحدّث عن تقدّم بشأن «عناصر قرار» ضد إيران

تتجه الأنظار اليوم نحو الرياض، التي تشهد قمة غير عادية بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والملك السعودي عبد الله، في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات، فيما تتشاور الدول الست (5+1) المعنية بمتابعة الملف النووي الإيراني «هاتفياً اليوم» حول «عناصر قرار» جديد في مجلس الأمن الدولي ضد الجمهورية الإسلامية.
وذكر السفير الإيراني لدى السعودية محمد حسيني أن محاور القمة الإيرانية السعودية ستتناول أوضاع الشرق الأوسط والتطورات الهامة في العالم الإسلامي وتوسيع العلاقات الثنائية.
وأضاف‎ حسـينـي‎ ان‎ وزيـر الخـارجيـة‎ منوشهر مـتكـي‎ وعـدداً مـن‎‎ الـمسـؤوليـن السياسيين‎‎ سيرافقون الرئيس‎ ‎نجاد في‎ هذه‎‎ الزيارة التي تستمر يوماً واحداً.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي بندر العيبان إن زيارة نجاد “تعني أن إيران وصلت إلى قناعة بأن المخرج هو في الحوار والتفاهم مع المملكة السعودية في محاولة للخروج من الأزمات في العراق ولبنان”. وأضاف: “على إيران أن تفهم أن العراق ولبنان دولتان عربيتان، وأن الدول العربية الأخرى تشعر بأن تدخل الإيرانيين في شؤون هذين البلدين عبر حلفائهم خلق مشاكل في علاقات إيران مع الدول العربية وأدى إلى تدويل الأزمتين”.
أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة (غرب) أنور عشقي فقال من جهته إن السعودية وإيران تتفقان على أنه “لا يجب أن يسمح لحرب أهلية أن تقع بين السنة والشيعة في لبنان”. وأضاف ان محادثات نجاد مع الملك عبد الله “ستؤدي إلى تفاهم سيخفف من حدة الصراع في العراق”.
في الملف النووي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جوان مور إن مسؤولي الدول الست (5+1) “أجروا محادثات جيدة وحققوا خلالها تقدماً في التوصل إلى اتفاق على عناصر قرار”، في إشارة إلى المؤتمر «الهاتفي» الذي تم اول من أمس.
وأوضحت أن المشاركين في هذا المؤتمر الهاتفي اتفقوا على الاتصال مجدداً اليوم السبت، وقد “يبدأون بوضع مشروع قرار الأسبوع المقبل”.
وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته “إنهم يناقشون العناصر الأساسية للقرار.. وقد تمكنوا من تسوية معظم المسائل (لكن) لا تزال هناك مسائل قليلة باقية، ولهذا فإنهم سيجرون مناقشة أخرى عبر الهاتف صباح السبت (اليوم)”.
ومن جهته، أحجم مـتحـدث بـاسـم‎ الخــارجيــة‎ البريطانية‎‎، رداً على‎‎ سؤال‎ لوكالة “ارنا” بشأن‎ النتيجـة‎ التـي تمخض‎ عنها اجتماع الدول الست الخميس، عن‎ الرد ولم‎ يدل‎‎ بأي‎ تفـاصيـل، مؤكداً أن‎ لا جديد خلال‎ هذه المباحثات‎.
غير أن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أكد أن الدول الست الكبرى “اتفقت بالكامل على إطار” لقرار جديد من مجلس الأمن الدولي حول الملف النووي الإيراني.
وقال إن الدول الست توافقت على “وجوب التقدم نحو قرار جديد في إطار البند 41 من الفصــــــل الســــابع مــــن ميــــثاق الأمم المتحدة”، بموجب التدابــــير التــــي ينــــص عليها القرار الدولي 1737 الذي صدر في كانون الأول، ونص على عقوبــــات في حــــق طــــهران بســــبب إصــــرارها على المضي في أنشطتها النووية الحساسة.
في هذا الوقت، أعلن إمام جمعة طهران المؤقت أحمد خاتمي، في خطبة الجمعة أمس، أن الشعب الإيراني لن يتخلى عن حقه في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وقال، موجهاً كلامه للساسة الأميركيين: “إن من مصلحتكم أن تحضروا إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة”.
وتناول إمام جمعة طهران المؤتمر الذي عقد في 25 شباط الماضي في إسلام آباد بمشاركة وزراء خارجية 7 بلدان، بينها باكستان والسعودية ومصر والأردن وإندونيسيا وتركيا، قائلاً: “تواطأ المشاركون وراء الكواليس مع أميركا وإسرائيل من أجل اعتراف الدول الإسلامية بإسرائيل”.
ونسبت “ارنا” إلى خاتمي قوله إن “المشاركين في المؤتمر أدلوا بتصريحات حول لبنان والعراق وفلسطين وسوريا فيما لم يشارك ممثلو هذه البلدان في المؤتمر”، متسائلاً: “ما هي مكانتكم لكي تصرحوا نيابة عن هذه البلدان وما هي المشاكل التي قمتم بحلها لهذه الدول؟”.
وأشار خاتمي إلى أن “الإرهابيين الذين يقومون بعمليات القتل في زاهدان يكون ملاذهم باكستان”، داعياً إسلام آباد إلى التحلي باليقظة لكي لا تقع أكثر من ذلك في فخ الأميركيين، وستكون حينها من دون شك الخاسر في الساحة. وشدد على أن “إيران بلد قوي، والأفضل طبعاً أن يكون (المرء) صديقاً لإيران من أن يكون صديقاً للولايات المتحدة وإسرائيل”.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)