حيفا ــ فراس خطيب
أثار برنامج تحقيقات إسرائيلي «فضيحة كيماوية» جديدة يتعرض لها جنود الاحتلال خلال تدريبات في مياه نهر «المقطع» وميناء حيفا الملوّثين بنفايات سامة ومشعة، وإصاباتهم بأمراض خطيرة يرفض جيش الاحتلال الاعتراف بها.
وكانت لجنة «شمغار» الاسرائيلية التي تقصت حقائق الفضيحة بعد إصابة عشرات المقاتلين من سلاح البحرية ووحدات «الكوماندو» النخبوية الاسرائيلية، بمرض السرطان. إلا أن الغوص في النهر لا يزال مستمراً.
وكشف برنامج «نظرة ثانية»، الذي تبثه القناة الاسرائيلية الرسمية، أنَّ بعض أفراد الجيش أصيبوا بأنواع غريبة من أمراض السرطان، في وقت لا تعتبرهم وزارة الدفاع «معاقي جيش».
ولم تقر لجنة «شمغار»، التي قدّمت توصياتها الاولية قبل ست سنوات والنهائية قبل ثلاث سنوات، في حينه بشكل واضح أنَّ إصابات السرطان لها علاقة مباشرة مع الغوص، مبينة أنَّه لا يوجد «اثباتات احصائية»، لكنَّها أوضحت بشكل قاطع أنَّ «الضمير يعترف»، وأمرت بـ«ايقاف الغوص في نهر المقطع وميناء حيفا».
واستناداً إلى قائد حركة احتجاج افراد الكوماندو السابقين، يوفال تمير، فقد أصيب بالسرطان ما يقارب 200 عنصر كوماندو من وحدات النخبة، مات منهم على امتداد السنوات ما يقارب 150 عنصراً.
ويتناول التقرير القضية عن طريق استعراض لرواية الضابط الإسرائيلي السابق في «الكوماندو» البحري، روني كيرن، الذي أصيب قبل ثلاثة أشهر بالسرطان. واتجه كيرن بعد الإصابة إلى وزارة الدفاع في العشرين من تشرين الثاني من العام الماضي طالباً المساعدة لإتمام العلاج، إلا أنّ وزارة الدفاع طلبت منه «مستندات تثبت أنه خدم في هذه الوحدة»، على الرغم من أنَّها المرجع لهذه القضايا.
من على سريره في المستشفى اقترح كيرن أمام الشاشة أن يقوم مقاتلو الكوماندو القدماء، بـ«تفجير» أحد المصانع لإحداث ضجة في اسرائيل، مبيناً أنَّ هذه الفكرة «راودته منذ زمن». واضاف أنَّ «القضية لا تحتاج إلى أكثر من كيلو ونصف الكيلو من المتفجرات».
واستعرض التقرير أيضاً قصة الضابط الإسرائيلي السابق في الكوماندو البحري يوفال تمير، الذي اصيب بسرطان الامعاء الغليظة، ومن بعدها بسرطان الجلد، وعانى ورماً خبيثاً في الرأس، وقام الأطباء ببتر الكثير من الأعضاء من جسده نتيجة تفشي هذه الأمراض.
وقال تمير للتلفزيون: «صحيح أني أبدو قوياً وصامداً، لكني محطم من الداخل». واضاف: «لقد اثبتنا في ملف شمغار أنه في عام 1984، قال يسرائيل طرايبر، الذي شغل منصب الطبيب الرئيسي لسلاح البحرية، إن من يسبح في مياه المقطع لن يصاب فقط بالسرطان، إنَّما عدّد قائمة طويلة من الأمراض»، مؤكداً أنَّ هذه المعطيات وصلت إلى عامي ايالون (قائد في سلاح البحرية)، الذي أعطاها لقائد الكوماندو وأمره برميها في سلة المهملات».
وتشير المعطيات الطبية إلى أنّ كل من خدم وغاص في مياه المقطع وميناء حيفا «مرشح للاصابة بالسرطان»، وعلى الرغم من هذا لا تزال التدريبات مستمرة، على الأقل في ميناء حيفا.
ويؤكد كل الاختصاصيين الذين تمّت مقابلتهم للبرنامج على أنّ المواد الموجودة في النهر والميناء، تخترق الجسد وتتغلغل في الجهاز الدموي.
ويجري الحديث عن ستة مصانع رئيسية يسيل منها خليط من المواد السامة والمشعة من مصانع تكرير البترول والغاز وتصنيع الأسمدة الكيماوية والوقود.