استمرت، لليوم الثاني أمس، المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا بين طهران والدول الكبرى، في الوقت الذي أعلن فيه المفاوض الإيراني، حامد بايدي نجاد، أن «وضع مسودة الاتفاق النهائي قد بدأ».ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن بايدي نجاد قوله إن «التفاصيل المتعلقة برفع العقوبات موجودة بشكل طبيعي على أجندتنا، لأن من الضروري من وجهة نظرنا أن تكون المواضيع المتعلقة بالعقوبات تفصيلية وواضحة، ولأن هذه القضية هي إحدى أولوياتنا، ننتظر أن يتضمن النص تفاصيل أكثر حول رفع العقوبات».

في السياق نفسه، جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، على هامش أعمال القمة الآسيوية ــ الأفريقية في العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، تأكيده على مضي المفاوضات قدماً، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي قابل للتحقق إذا ما توافرت المرونة والإرادة السياسية اللازمة لدى الطرف المقابل.
أما على الجانب الأميركي من المفاوضات، فقد صرّح وزير الطاقة، ايرنست مونيز، أمس، بأن الولايات المتحدة والقوى الكبرى ستكون قادرة على رصد أي قدرات عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، على السنوات العشر المقبلة، بموجب الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه، في وقت سابق من الشهر الحالي.
وقال مونيز الذي شارك في المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، لقناة تلفزيون «سي.إن.بي.سي.»، إنه على مدى عشر سنوات على الأقل «سنكون قادرين بشكل مريح على رصد أي أنشطة عسكرية لها صلة بالبرنامج النووي وسيكون لدينا وقت كاف للرد».
ريابكوف: إمداد إيران بمنظومة «أس 300» الدفاعية لن يحدث قريباً

كذلك أشار مونيز إلى أن الاتفاق سيتيح للقوى العالمية الوصول إلى سلسلة موردي اليورانيوم لإيران، على مدى 25 عاماً، بشكل «غير مسبوق».
وفي هذا المجال، أفاد مسؤولون مشاركون في المحادثات بأنه بموجب اتفاق نهائي تسعى إيران والدول الكبرى إلى توقيعه، بحلول أواخر حزيران، «سيتاح لمفتشي الأمم المتحدة الوصول إلى المنشآت النووية المشبوهة في طهران».
ودخول المفتشين إلى المنشآت العسكرية الإيرانية مسألة مثيرة للجدل وستكون محل نقاش مع تقدم المحادثات، خصوصاً أن المسؤولين الإيرانيين يرفضون تفتيش المواقع العسكرية بوصفه «إهانة قومية»، بحسب ما قال مؤخراً نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي.
في سياق آخر، وفي الوقت الذي صرّح فيه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأن إمداد إيران بأنظمة «أس 300» الصاروخية الدفاعية الروسية، لن يحدث قريباً، مشيراً إلى أن «الأهم هو اتخاذ قرار سياسي وقانوني يفتح الباب أمام مثل هذه الإمكانية»، أعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، أن إيران علی استعداد من الناحية الفنية لتسلم الأنظمة الصاروخية، معرباً عن أمله في أن يتحقق هذا الأمر خلال السنة الحالية.
وأضاف دهقان، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أن إيران «أرسلت مجموعة من الخبراء للتدريب علی استخدام منظومة أس 300». كذلك أكد أن بلاده «ليست بحاجة إلی إذن من سائر الدول أو أي جهة لضمان أمنها»، موضحاً أن إيران «تتخذ قراراتها وتنفذها».
ونفی العميد دهقان أن تكون هناك أي صلة بين موضوع رفع الرئيس الروسي الحظر عن إرسال منظومة «أس300» إلى إيران والأزمة اليمنية، «لأن القرار بتنفيذ صفقة «أس 300» قد اتخذ قبل فترة من بدء العدوان السعودي علی اليمن».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)