strong>نابلس ــ سامي سعيد
لا يزال أهالي نابلس في الضفة الغربية يتذكرون العدوان الإسرائيلي عليهم؛ فالمدينة التي تعرضت خلال الأيام الماضية لأضخم عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم «الشتاء الحار»، تتذكر كيف استخدم جنود الاحتلال الأطفال كدروع بشرية لاعتقال المقاومين وكيف دمرت جرافات الاحتلال المنازل وأحرقت القذائف الإسرائيلية البيوت.
ويروي سكان المدينة، لـ«الأخبار»، بعض الوحشية الاسرائيلية؛ فسماح المصري دمر جيش الاحتلال غرفتها وأحرقتها القذائف الإسرائيلية لأنها كانت تحتفظ بصورتين للزعيم الروحي لحركة «حماس» الشهيد أحمد ياسين والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وتقول سماح «فوجئنا بالجيش الإسرائيلي يقتحم منزلنا ويزج بنا في غرفة واحدة، وقد كنا سبعة عشر فرداً. وبعد ذلك، حوّلوا المنزل إلى نقطة عسكرية لاقتناص المقاومين، وبينما كان الجنود في منزلنا، لمح أحدهم صورة الشيخ أحمد ياسين، فطلب من أخي أن يذهب وينزلها عن الحائط، لكنّه رفض ذلك، فقال له الجندي بلغة عربية ركيكة: حسناً أنا سأفعل».
وتضيف سماح «ذهب الجندي الى غرفتي وبدأ ينادي على الجنود ويقول حزب الله حزب الله. وعرف والدي، الذي يجيد العبرية، أن مزاجهم تعكّر بعدما رأوا صورة السيد حسن نصر الله». وتتابع: «بدأ الصراخ والتوعد لنا ومن ثم ابتعد الجنود عن الغرفة وبدأوا يطلقون قذائف عليها حتى احترقت ورفضوا السماح لسيارة المطافئ بأن تقترب من المنزل كي تطفئ الحريق».
ويقول مواطن آخر، رفض ذكر اسمه، «احتجزني الجنود في البيت وبدأوا يحققون معي ويسألون عن المقاومين وأنا أقول لهم لا أعرفهم. وعندما ملّوا من التحقيق معي، استدعوا ابنتي الصغيرة (8 أعوام) وأخذوها معهم كدرع بشرية إلى المبنى المجاور لنا بحثاً عن المطلوبين، وبعدما تعبوا ولم يجدوا مقاوماً واحداً، رموا الطفلة في الشارع وجعلوها تعود إلى المنزل بين العربات العسكرية».
وتعرضت البلدة القديمة في نابلس لأشد المواجهات بين المقاومين وقوات الاحتلال. حيث اقتحم الجنود الإسرائيليون منازل البلدة، وحوّلوها إلى ثكن، والمنزل الذي لم يعجبهم قاموا بحرقه أو تجريفه، ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين والمرضى من سكانها.
ويقول ضابط الإسعاف الفلسطيني محمد العيسى «تلقينا خلال العدوان الماضي معلومات عن وجود إصابات وحالات مرضية في البلدة القديمة بحاجة إلى النقل إلى المستشفى من أجل العلاج إلا أن جنود الاحتلال منعونا من الوصول إلى البيوت ونقل المرضى واستخدموا معنا القوة».
ويقدّر مسؤول محلي الخسائر المادية الناجمة عن عمليات الاقتحام وحظر التجوال بمليون دولار يومياً، مشيراً إلى أن خسائر إغلاق المحال التجارية خلال الأسبوع الماضي، إبان العدوان بلغت ما لا يقل عن أربعة ملايين دولار.
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال أمس تشديد الحصار على المدينة، وزادت من الإجراءات العسكرية الصارمة على مداخلها وأغلقت حاجز بيت إيبا المقام عند مدخلها الغربي ومنعت مرور المواطنين، إلا بعد الإجراءات العسكرية المشددة.
وأعادت قوات الاحتلال نصب حاجز جيت عند المدخل الجنوبي الغربي لنابلس، وكذلك حاجز «يتسهار» المقام في المنطقة الجنوبية الشرقية للمدينة، وذلك بالتزامن مع تشديد إجراءاتها عند مختلف الحواجز المحيطة بالمدينة.
كما واصلت الآليات العسكرية عملية توسيع حاجز حوارة من خلال تجريف مساحات شاسعة بالقرب من الحاجز، حيث يدور الحديث عن نية الجيش الإسرائيلي زيادة عدد المسارات والممرات المخصصة لمرور المواطنين والمركبات على ذلك الحاجز.