دخل الملف النووي الإيراني حلبة جديدة من التجاذب، تقودها الدول الست (5+1) ودول الاتحاد الأوروبي من جهة، التي تسعى إلى تسليم هذا الملف إلى مجلس الأمن بغية إصدار قرار عقوبات ثان، لا يبدو أنه تم الاتفاق عليه بعد، وبين حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين ستطالب غالبيتهم على ما يبدو بإعادة الملف الإيراني إلى الوكالة في فيينا.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، كيرتس كوبر، في بيان أصدره بعد عقد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا مؤتمراً عبر الهاتف أول من أمس لبحث إصدار قرار دولي جديد ضد إيران «لا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به بشأن بضع قضايا معلقة، لكن كل الأطراف لا تزال ملتزمة إصدار قرار ثان في المستقبل القريب». وأوضح أن «المناقشات ستنتقل الآن إلى نيويورك حيث سيتولى الممثلون الدائمون في الأمم المتحدة العمل بشأن هذه القضية».
ويتوقع أن يدعم وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم المساعي الجارية لإعداد مشروع قرار جديد في الأمم المتحدة ضد برنامج إيران النووي.
وأفاد دبلوماسي أوروبي بأنه «بالنسبة إلى إيران، السؤال المطروح هو كيفية القيام بعمليتين متزامنتين، أي المفاوضات من جهة ومناقشات مجلس الأمن الدولي لتشديد العقوبات من جهة أخرى».
ومن المقرر أن يضع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال دورته الحالية، اعتباراً من يوم غد الثلاثاء، موضوع برنامج إيران النووي على طاولة المفاوضات.
وقال مصدر مطلع في وكالة الطاقة إن مجلس الحكام لم يتخذ بعد، رغم طلب مجلس الأمن الدولي، أي قرار على خلفية التقرير الذي قدمه المدير العام للوكالة محمد البرادعي إلى مجلس الأمن، مشيراً إلى أن مجلس الحكام يكتفي بإصدار بيان واستماع إلى وجهات نظر أعضاء الوكالة.
وأعلن هذا المصدر أن مجموعة عدم الانحياز التي تشكل أكثر من نصف أعضاء مجلس الحكام، ستصدر بياناً، تؤكد فيه على ضرورة إعادة ملف إيران النووي من مجلس الأمن الدولي إلى وكالة الطاقة وستندد بتدخلات أعضاء مجلس الأمن في موضوع النشاطات النووية لإيران.
وقال دبلوماسي غربي في فيينا، لوكالة «فرانس برس» إن اجتماع الدول الـ 35 الأعضاء في الوكالة سيخلو هذه المرة من الجدل الحاد «من أجل إفساح المجال واسعاً للدبلوماسية في مكان آخر».
وفي طهران، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، محمد علي حسيني، أن الحوار حول البرنامج النووي السلمي الذي تعتمده إيران لم يصل لطريق مسدود.
ومن لندن، نقلت صحيفة «الصنداي تلغراف» البريطانية أمس عن أحد مستشاري وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، القنصل العام السابق لإيران في دبي، عادل أسّدينيا، قوله إن عملاء إيران السريين مستعدين لضرب المصالح الغربية في الشرق الأوسط في حال القيام بأي عمل عسكري ضد منشآتها النووية.
وأضاف أسّدينيا، بحسب الصحيفة نفسها، أن هناك جواسيس يعملون مدرسين وأطباء وممرضات دُرِّبوا سابقاً في إيران، واستطاعوا تجنيد عملاء آخرين.
إلا أن المتحدث باسم السفارة الإيرانية في لندن، حميد باباني، نفى في رسالة بعث بها إلى الصحيفة ما سماه “ادعاءات” أسّدينيا، مشيراً إلى أنه “لا أساس لها ومفبركة”.
إلى ذلك، نفت السفارة الإيرانية لدى صنعاء أمس ما أعلنه حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عن زيارة قام بها وفد من جهاز الأمن القومي الإيراني إلى اليمن في الآونة الأخيرة.
ورأت السفارة، في بيان، “أن مثل هذه الادعاءات غير مسؤولة ومغايرة لروح التعاون السائد في العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين ومنافٍ لوجهات نظر القيادات الإيرانية واليمنية في كلا البلدين”.
كما أعلنت وزارة الأمن الإيرانية أنها اعتقلت مجموعة من الصحافيين الإيرانيين في إحدى المحافظات الإيرانية، “كانوا يقومون بنشاطات تهدف إلى اثارة الفتن والسعي إلى انفصال المحافظة عن إيران”.
(يو بي اي، ا ف ب، رويترز، مهر)