كشفت إيران أمس عن تلقيها عرضاً أميركياً ببدء محادثات مشتركة بشأن الوضع في العراق، في إشارة ذات دلالة بالنسبة إلى المأزق الأميركي في هذا البلد، في وقت تُصرّ فيه الإدارة الأميركية، في العلن، على رفض الحديث عن أي حوار مع طهران، مشيرة إلى أن الإيرانيين هم من يطالبون به.وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، في حديث تلفزيوني أول من أمس، أن الأميركيين «اتصلوا أخيراً بإيران، عبر وسطاء عديدين، لاقتراح مناقشة مشكلات العراق، وخصوصاً الأمن في هذا البلد، وإننا ندرس هذه الاقتراحات».
ولم يكشف حسيني إذا كان عرض المحادثات هذا يندرج في إطار المؤتمر الدولي عن العراق المقرر عقده في 10 آذار الجاري في بغداد.
وكان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني قد أعلن، في وقت سابق، أن بلاده مستعدة للدخول في محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه أصر على أن يكون أي طلب في هذا الإطار عبر القنوات الرسمية.
وأكد لاريجاني الأربعاء الماضي على حضور طهران مؤتمر بغداد، مشيراً إلى أنها ستفعل «ما هو ضروري لمساعدة الدولة والحكومة العراقية».
غير أن حسيني عاد أمس ليعلن، في مؤتمر صحافي، أن بلاده «تجري تقويماً» للعرض الأميركي، و«لكن في الوقت الحالي، الموضوع ليس في جدول أعمال» إيران، على هامش مشاركتها في مؤتمر بغداد.
وكشف حسيني أن طهران ستكشف قريباً عن المستوى والأشخاص الذين سيوفدون إلى العاصمة العراقية، مضيفاً أنه «نظراً إلى أن من المقرر أن يتم في مؤتمر بغداد بحث القضايا الأمنية، فإن إيران ستدعم ‌أي جهد في إطار إحلال الأمن في العراق ودعم الحكومه العراقية، وإذا ما رأينا في ذلك مصلحة ‌لنا، فسنشارك فيه».
ورداً على سؤ‌ال بشأن الملف النووي الإيراني، وإذا كان مؤتمر بغداد تمهيداً لمباحثات بشأن هذا الموضع، رأى حسيني أن «المكان ليس مهماً، لكننا على استعداد لأن نجري المباحثات مع كل أطراف مجموعة الدول الست بشأن القضية النووية، من دون‌ أي شرط مسبق».
في المقابل، أعلن السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد، في حديث لشبكة «سي أن أن» الأميركية، أن واشنطن «لم تتخذ أي قرار حتى الآن، بشأن إجراء محادثات ثنائية مع إيران، لكننا سنكون جاهزين لأداء دور بناء» في مؤتمر دول الجوار العراقي.
وأشار خليل زاد إلى «مؤشرات أخيرة تفيد بأن الإيرانيين كانوا مهتمين بالدخول في حوار مع الولايات المتحدة بشأن العراق».
في هذا الوقت، أكد وزير الإعلام السوري محسن بلال أن بلاده تقوم «بكل ما في وسعها» من أجل مساعدة الشعب العراقي على استعادة أمنه واستقراره.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن بلال قوله، خلال لقائه أمس مع وفد إعلامي إيطالي ترأسته المسؤولة الإعلامية الإقليمية في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في روما لورا بولدريني، إن «ما تقدمه سوريا للأشقاء العراقيين الموجودين على أراضيها ينبع من إيمانها بدورها العربي والعلاقة الأخوية بين الشعبين السوري والعراقي».
وأشار بلال إلى أن مساعدة بلاده لهؤلاء العراقيين ستتواصل «إلى أن يعودوا إلى ديارهم، بعد زوال الاحتلال (الأميركي)، وليس إرضاء لأي جهة أخرى».
(أ ب، أ ف ب، يو بي أي، رويترز)