strong>سلطات بغداد تستقطب «99 %» من ضباط الجيش المنحلّ
أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مفاجأة سياسية بإعلانه تعديلاً وزارياً في غضون اسبوعين، في خطوة من شأنها الحفاظ على حكومته، التي تعاني بوادر انشقاق على خلفية الملفات الامنية والنفطية، وتقاسم الحصص في العراق.
وقال المالكي، في مقابلة تلفزيونية، إن «التغيير الوزاري سيكون قريباً جداً، خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل»، من دون أن يشير الى اسماء الوزراء الذين سيجري استبدالهم.
وكان المالكي قد أعلن، في تشرين الثاني الماضي، أنه لن يلتزم بالضرورة نظام «الحصص» في المناصب الوزارية، بل سيعين من هم أكفاء في مناصبهم.
وقال المالكي، أمام «مؤتمر الضباط للمصالحة الوطنية» أمس، إن حكومته «لم تكن لتحتاج الى خطط امنية، والى ممارسات امنية واستخدام للقوة، الا مع الذين رفضوا منطق الحوار، والذين اصروا على العمل من اجل اعادة الماضي، وعدم الاستجابة الى نداء المصالحة والوحدة الوطنية»، مضيفاً أن حكومته «تمدّ يداً فيها غصن زيتون اخضر، وأخرى فيها القانون؛ ولهذا استجاب الكثير الى اليد التي تحمل غصن الزيتون، بينما تمرد آخرون».
وقال المالكي إن «مؤتمر الضباط يعد من اهم مؤتمرات المصالحة، وهيئة المصالحة اتخذت قراراً باعادة الضباط وفق احتياجات الجيش، لأن الجيش الحالي لا يستطيع استيعاب الجميع، والباقون منهم ومن لا يرغب في العودة، ستصرف لهم رواتب تقاعدية، او يحصلون على وظائف مدنية»، موضحاً أن حكومته «تهتم ببناء جيش جديد، لكن هذا الجيش يحتوي 85 في المئة من رجالات الجيش السابق، و95 او 96 من ضباطه من الجيش السابق أيضاً».
واعلن المدير العام لدائرة شؤون موظفي الكيانات المنحلة رشيد الناصري أول من أمس عودة 85 الفاً من عناصر الجيش العراقي السابق الى صفوف الجيش الجديد.
وقال الناصري، خلال مؤتمر صحافي، إن «99 في المئة من ضباط الجيش العراقي الجديد، و60 في المئة من ضباط الصف في الجيش الحالي، هم من منتسبي الجيش السابق».
وعن مؤتمر الدول الجوار العراقي المزمع عقده في 10 آذار في بغداد، قال المالكي ان هذا المؤتمر «سيضع الاساس لحوار اقليمي آخر يأمل في أن يقود الى توافق دولي وإقليمي ومصالحة».
ميدانياً، أعلن الاحتلال الأميركي مقتل 5 من جنوده وإصابة 4 بجروح في هجمات في بغداد والبصرة والأنبار.
ولقي 22 عراقياً مصرعهم وأصيب 30 بجروح في هجمات متفرقة في أنحاء مختلفة من العراق السبت، وقتل 10 عراقيين أمس، وأصيب عدد مماثل بجروح في هجمات في بغداد وضواحيها.
وأعلنت الشرطة العراقية القبض على شخص يُعتقد أنه أبو عمر البغدادي، زعيم «دولة العراق الاسلامية» التي أعلنها تنظيم القاعدة في العراق.
وقالت مصادر أمنية إن قوة مشتركة عراقية ــــــ أميركية «تمكنت أمس من القبض على محارب محمد عبد الله، الذي يعتقد أنه أبو عمر البغدادي أو الشخص الذي يليه في سلم القيادة، خلال عملية دهم قامت بها القوة المشتركة لمناطق خارج مدينة الضلوعية» شمال بغداد.
على صعيد آخر، أعلنت «دولة العراق الاسلامية»، المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق، أنها اختطفت مجموعتين من عناصر الشرطة، لا مجموعة واحدة. وبثّت تسجيلاً مصوراً على شبكة الانترنت لاعدام عناصر إحدى هاتين المجموعتين يوم الجمعة الماضي.
في هذه الأثناء، بدأ الاحتلال الاميركي والقوات العراقية عملية أمنية في مدينة الصدر، حيث توزعت نقاط تفتيش في احياء عديدة من المدينة.
وأعلن متحدث باسم الاحتلال «عدم وجود إشارات عنف» في المدينة، مشيراً الى «تعاون» السكان مع القوات.
إلى ذلك، اعلن مصدر في مكتب الشهيد الصدر أن «قوات اميركية دهمت منزلي الشيخ عبد الرزاق النداوي والشيخ عاصم النبي»، وهما من كبار مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف. وأضاف المصدر ان عناصر القوة «بعثروا اثاث المنزلين، وعبثوا بمحتوياتهما، لكنهم لم يعثروا على اي منهما».
(الأخبار، أب ، ا ف ب،
رويترز، يو ب آي)