وصلت إلى مقديشو أمس طليعة القوّات الأوغندية المشاركة في الوحدات العسكريّة التي ينوي الاتحاد الأفريقي إرسالها إلى الصومال بهدف مساعدة الحكومة على ضبط الأمن، فيما هزّت قذائف الهاون مطار العاصمة، وخاضت القوّات الحكوميّة الصوماليّة وتلك الإثيوبيّة مواجهات عنيفة مع مسلّحي الميليشيات، الذين لم ينفكّوا يشنّون هجمات وينظّمون عمليّات عسكريّة مذ هزيمة قوّات “المحاكم الإسلاميّة” في نهاية السنة الماضية. وتمثّل القوّة التي وصلت، والتي تعدّ 370 عنصراً، أوّل قوّات لحفظ السلام (أميصوم) تطأ مقديشو، وقد نُقلت عبر طائرة شحن روسية الصنع، كانت تحمل أيضاً ثلاث عربات عسكرية بيضاء عليها علامات الاتحاد الافريقي.
وكان في استقبال القوّات قائد الجيش الصومالي الجنرال عبد الله عمر علي ووزير الداخلية محمود أحمد غوليد ونائب وزير الدفاع صلاد علي جيلي، إلى جانب ضباط في الجيش الإثيوبي. وقال عمر علي «إنّني سعيد بانتشار القوّات، التي ستقوم من دون شك بإحلال الاستقرار في الصومال وبتدريب جيشنا الوطني لنتمكن من الدفاع عن انفسنا»، مضيفاً «إنّها مناسبة رائعة للشعب الصومالي وفرصة رائعة للمنطقة».
وقال النقيب الأوغندي بادي أنكوندا للصحافيين «لن نفرض إرادتنا على الشعب الصومالي. فنحن هنا في مهمّة لحفظ السلام»، مشيراً إلى أنّ «حوالى 1500 جندي (أوغندي) انتشروا في الصومال وهم يأتون الى هذا البلد على دفعات صغيرة».
وفي أديس أبابا، قال رئيس مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي سعيد جينيت إنّ «مهمتنا في الصومال هي لمساعدة الصوماليين، ولا بديل عن العملية السياسية والحوار لحمل السلم والاستقرار الى الصومال، لكن الحكومة الفدرالية الانتقالية بحاجة إلى دعم كبير لبلوغ هذا الهدف».
وفيما أعلن الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي لدى الصومال محمّد علي فاوم أنّ مزيدا من القوّات الأوغنديّة ستصل قريباً، ينتظر أن يتمّم الاتّحاد الأفريقي إرسال ما مجمله 8000 جندي يتوقّع أن يحلّوا محلّ القوّات الاثيوبية.
وقد تقرر انتشار القوّة الأفريقية في 19 كانون الثاني الماضي لمدّة ستة أشهر، إلّا أنّها تفتقر إلى الوسائل البشرية والمالية، إضافةً إلى أنّه لم يتوافر حتّى الآن سوى أربعة آلاف عسكري، من أوغندا ونيجيريا وغانا وملوي وبوروندي، جاهزين للمشاركة.
وتجدر الاشارة الى ان المهمات الدولية السابقة في الصومال، التي نُظّمت مطلع التسعينيّات من القرن الماضي باءت كلّها بالفشل، وقُتل 151 جندياً من القبّعات الزرق على الأقلّ.
وفي مقديشو أيضاُ، قُتل ثلاثة أشخاص أمس إثر تبادل لإطلاق النار بين جنود إثيوبيين ومسلّحين بالقرب من قاعدة عسكرية إثيوبية، بعد ساعات قليلة من وصول القوّات الأوغنديّة، اثر سقوط سبع قذائف هاون على الأقلّ على مطار المدينة، لحقه مواجهات مع أشخاص، يُشتبه في أنّهم أطلقوا القذائف، وبين الميليشيات الحكومية.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)