في أول تعليق له على مؤتمر دول الجوار العراقي، أعاد الرئيس الأميركي جورج بوش الكرة إلى ملعب إيران وسوريا، مشيراً إلى أنه سيكون «اختباراً» لجدية هاتين الدولتين في المساعدة في المسألة العراقية.وقال بوش، في خطاب أمام قدامى المحاربين الأميركيين، إن «هذه الاجتماعات (مؤتمر بغداد) ستكون اختباراً مهماً، وستكون اختباراً حول ما إذا كان يهم إيران وسوريا بالفعل أن تكونا قوتين بناءتين في العراق»، مضيفاً أن هذا المؤتمر «سيكون اختباراً للمجتمع الدولي، ليعرب عن دعمه للديموقراطية الفتية ودعم شعب يعيش في سلام مع جيرانه».
وأشار بوش إلى أن مؤتمراً آخر حول العراق سيُعقد في نيسان المقبل، على مستوى وزراء الخارجية، ويضم «عدداً كبيراً» من الدول التي لم يحددها.
من جهة ثانية، أصرّ الرئيس الأميركي على أن الخطة الأمنية في بغداد «تحرز تقدماً تدريجياً، لكنه مهم في كل يوم تقريباً، وسنظل ثابتين إلى أن تتحقق أهدافنا»، مشيراً إلى أن «الدبلوماسية ستؤدي دوراً مهماً لضمان مستقبل العراق، لكن الدبلوماسية ستفشل من دون استراتيجية عسكرية صلبة».
وإذ أقر بالصعوبات في العراق، دعا إلى عدم الاستسلام للـ«يأس»، موضحاً أن «الوقت لا يزال مبكراً للحكم على نجاح» خطته الجديدة.
وحذر الرئيس الأميركي من أن يقوم تنظيم القاعدة «ومتطرفون آخرون بإفشال هذه الاستراتيجية عبر هجمات كبيرة»، مشيراً إلى أن «المهمة هي مهمة أميركا، وفشلنا سيكون فشلاً لأميركا».
وناشد بوش الكونغرس إقرار تمويل إضافي لتغطية العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان، مشيراً إلى أن على الكونغرس الموافقة على طلبه «من دون شروط أو تأجيل».
بدورها، حذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو من توقع نتائج فورية للخطة الأمنية في بغداد، موضحة أن «قادتنا لا يغفلون عن المهمة. سنواجه أياماً عصيبة».
على صعيد آخر، أعلن بوش أنه عين السيناتور الجمهوري بوب دول ووزيرة الصحة السابقة دونا شلالا على رأس لجنة للتحقيق في قضية الرعاية الطبية التي يلقاها الجنود الأميركيين الجرحى.
وكان بوش قد قرر تشكيل هذه اللجنة، بعد الكشف عن ظروف صعبة لجنود حاربوا في العراق وأفغانستان، ويعالجون في مستشفى «والتر ريد» في واشنطن، حيث كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن المئات من هؤلاء الجنود «تعرضوا، بعد علاج جروحهم، للإهمال والبيروقراطية».
إلى ذلك، رأت «الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية»، وهي منظمة شيعية تتخذ من لندن مقراً لها، في بيان، أن مؤتمر بغداد «لن يحقق لشعوب المنطقة ولا للعراقيين بالذات الفرصة الحقيقية، لوضع حد لمعاناته المؤلمة، ومشاكله المعقدة على الصعيدين الأمني والسياسي، بسبب مشاركة إيران»، التي وصفها البيان بأنها «عضو أصيل في محور الشر، ولا يمكن أن تكون جزءاً من الحل لمشاكل العراق، بل جزء فاعل من المشكلة».
وحذّرت الهيئة من أن دعوة الحكومة العراقية لإيران لحضور المؤتمر «ستكون فرصة ثمينة تنتهزها إيران، من أجل استغلال مسافات زمنية مضافة، كي تحقق مآربها التخريبية ضد شعوب المنطقة العربية بصورة عامة، والعراق بصورة خاصة».
كما حذّرت من أن اقتراب «العاصفة الصفوية من دول الخليج العربي والعراق والأردن ولبنان وسوريا ستزداد وتيرة سرعتها، كلما وقف العرب متفرجين وغير مبالين حيال مأساة العراقيين».
ووضعت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية شروطاً لإنجاح مؤتمر بغداد؛ من بينها «اعتراف كل المشاركين بشرعية المقاومة الوطنية المسلحة، وعدم حشرها مع الفصائل الإرهابية، وحل الميليشيات وتجريد كل المواطنين من السلاح، وإعادة النظر في تشكيلات الجيش والشرطة الوطنية الحديثة وتطهيرها من الميليشيات، وإلغاء قانون اجتثاث البعث».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، أ ب)