ترجيحات تبدأ بخطفه على أيدي الـ«سي اي ايه» ولا تنتهي بانشقاقه وفراره إلى أميركا
تفاعلت قضية الجنرال الإيراني السابق علي رضا أصغري، الذي اختفى في تركيا الشهر الماضي، على المستويين الإعلامي والسياسي في كل من طهران وأنقرة وتل أبيب، في ظل تضارب في الأنباء في شأن ملابسات اختفائه بين مؤكد لخطفه على أيدي الاستخبارات الأميركية ومرجح لانشقاقه عن نظام طهران وفراره إلى الولايات المتحدةوقال قائد الشرطة الإيرانية، اسماعيل أحمدي مقدم، إن الجنرال أصغري «من المحتمل أن يكون قد خُطف على يد استخبارات غربية بسبب (المنصب الذي شغله) في وزارة الدفاع سابقاً». وأضاف إن «نائب الوزير السابق كان في زيارة خاصة في دمشق ومن ثم في تركيا. وقد اختفى من فندقه بعد ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أن «تحقيق الشرطة أظهر أنه لم يغادر تركيا وليس موجوداً في مستشفيات هذا البلد».
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن المتهم الحالي في اختفاء الجنرال الإيراني هو جهاز الاستخبارات الأميركية، مشيرة الى أنه “سبق للولايات المتحدة أن أعلنت أخيراً تكثيف معركتها في زعزعة استقرار نظام آيات الله، وذلك في أعقاب انكشاف التورط الإيراني العميق في الأحداث الدموية في العراق، والتصرف الفظ والاستفزازي لإيران في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي الطموح”.
وأضافت الصحيفة إن “فرار الجنرال الرفيع المستوى، الذي عمل في الماضي غير البعيد نائباً لوزير الدفاع (الإيراني)، يمكن أن يكون في حوزته معلومات دقيقة ومفصلة عن أسرار نظام آيات الله”. ورأت أن “عملية فرار الجنرال ملائمة لعملية متدحرجة تهدف إلى زعزعة النظام، ذلك أن فراره إلى الطرف المقابل، سواء لأسباب أيديولوجية، أو بسبب حساب مالي كبير في سويسرا، هو انتصار إعلامي بارز، فيه الكثير من الأرباح السياسية أو الاستخبارية، لأنه لا يحمل معه أي عبوة قد تضر منظم العملية”.
وكثف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من إجراءات الحذر في كل ما يتعلق بحماية ممثليّات وشخصيات إسرائيلية في الخارج. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إجراءات “الشاباك” جاءت في أعقاب “الاتهامات التي صدرت في العالم العربي، التي تقول إن إسرائيل متورطة في الاختفاء الغامض للجنرال الإيراني على الأراضي التركية”.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لوكالة “فرانس برس”، إنه “من الطبيعي الارتياب من ايران مع انتشار شائعات مثل هذه في المنطقة”، مشيراً الى أن طهران هاجمت عبر حزب الله مطلع التسعينيّات مراكز يهودية واسرائيلية في بوينس ايريس.
ورأت اذاعة الجيش الإسرائيلي أن فرضية فرار الجنرال الايراني هي الأكثر ترجيحاً وخصوصاً أن زوجته وأولاده غادروا ايران قبل إعلان اختفائه. وأضافت إن خبر اختفاء الجنرال احتفظت به السلطات الإيرانية بسبب ارتباكها الى أن كشفت الصحافة التركية القضية.
ورجح الصحافي الإسرائيلي غاد شمرون، الذي كان عنصراً سابقاً في “الموساد”، في تصريح للاذاعة الإسرائيلية، أن يكون الجنرال الإيراني السابق قد فر “الى الأميركيين”. ووصف الجنرال أصغري بأنه مسؤول سابق في الحرس الثوري الإيراني ويملك معلومات مهمة عن البرنامج النووي الإيراني.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أصغري عمل بحكم منصبه داخل الحرس الثوري كرجل ارتباط مع حزب الله و“منظمات ارهابية” أخرى في العالم.
وقال المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الإيرانية منشه عمير، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه “من المحتمل جدا أنه قرر الانشقاق”.
وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن أصغري عمل مستشاراً عسكرياً في جنوب لبنان حيث أُسر الطيار الإسرائيلي رون آراد عام 1986.
وفي أنقرة، قالت وسائل الإعلام التركية ان أصغري (63 عاماً) اختفى بعد أن نزل في فندق في اسطنبول في السابع من شباط. وأوضحت صحيفة “ميليت” التركية، نقلاً عن مسؤولين لم تكشف هويّاتهم، قولهم إن “الاستخبارات والشرطة التركيتين اكتشفتا أن أصغري يعارض الحكومة الإيرانية وأن لديه معلومات بشأن خططها النووية التي ترى إسرائيل أنّها تهديد كبير”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية، طلب عدم نشر اسمه، ان الوزارة تتابع القضية بناءً على طلب من ايران لكنها لا تراها غير عادية. وأضاف “بالنسبة إلينا هو شخص ايراني عادي مفقود”. وأوضح “بعد أن تأتي (وزارة الداخلية) بحل سننقل النتائج الى الإيرانيين من خلال الإجراءات الدبلوماسية نفسها”.
(الأخبار، ا ف ب، رويترز)