استكمل الأميركيّون والكوريّون الشماليّون مفاوضاتهم، لليوم الثاني على التوالي، أمس، في بارك أفينيو في ولاية نيويورك، في محاولة لاستئناف علاقات دبلوماسيّة بينهما، تمهّد إلى تطبيع كامل. وفيما تشير الدلالات إلى تخوّف أميركي من سريّة معيّنة تعتمدها بيونغ يانغ حول برنامج التخصيب النووي، تبدو مطالب واشنطن المتعلّقة بـ“تصنيف” الجزيرة الشيوعيّة على سلّم “مدى مراعاة حقوق الإنسان” مماطلة “شكليّة” للوصول إلى برّ الأمان الأخيروقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، إنّ المفاوضات بين الوفدين، اللذين يرأسهما كريستوفر هيل عن الجانب الأميركي، وكيم كي ـــ غوان عن الجانب الكوري، استكملت في يومها الثاني أمس، في محاولة لإنهاء القطيعة التاريخيّة بين البلدين التي استمرّت 50 عاماً.وأعلن هيل، على هامش المفاوضات، أنّ واشنطن طالبت بيونغ يانغ بكشف جميع تفاصيل برنامجها للتخصيب اليورانيوم. وقال “عليهم (الكوريين) شرح الأسباب التي تدفعهم الى مواصلة” التخصيب.
في هذا الوقت، شدّد نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نغروبونتي، عقب محادثاته مع مسؤولي الحكومة الكورية الجنوبية في سيول، أمس، على أنّه يتعيّن على كوريا الشمالية كشف النقاب تماماً عن تفاصيل برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم.
وقال نغروبونتي، الذي وصل إلى سيول، أوّل من أمس، في زيارته الرسميّة الأولى التي تنتهي اليوم، “ليس لديّ أدنى شك في أن لدى بيونغ يانغ برنامجاً لتخصيب اليورانيوم بدرجة عالية وأن هذا كان ولا يزال رأي رجال استخباراتنا”. وأضاف “نتوقّع ذلك عندما تصدر كوريا الشمالية بيانها بشأن منشآتها النووية، حيث إن ذلك سيكون إحدى المسائل التي يجب التطرّق إليها في البيان”.
في هذا السياق، نقلت وكالة “نوفوستي” عن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، إثر لقائه مع نظيره الكوري الجنوبي سونغ مين سون في موسكو أمس، قوله إنّه من الممكن عقد لقاء على مستوى وزاري في بكّين في 19 آذار الجاري ضمن إطار المحادثات السداسية بخصوص البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وأوضح لافروف أنّ «العلاقات بين الخصمين اللدودين (كوريا الشمالية والولايات المتحدة) تؤدي دوراً أساسياً، ونحن نقدّر الاستعداد للتسوية، الذي أبداه الطرفان وأدّى إلى الاتفاق في شباط الماضي)”.
وأعلن مسؤولون ألمان، أمس، أنّ وفداً أوروبياً توجّه إلى بيونغ يانغ لإجراء مباحثات تستغرق يومين، بهدف حثّ الجزيرة الشيوعيّة على تنفيذ وعدها بإغلاق مفاعلاتها النووية بشكل سريع.
وذكر بيان للسفارة الألمانية في بكين أن الوفد الأوروبي، الذي يضمّ ممثلين عن ألمانيا والمفوّضية الأوروبية والأمانة العامة للاتحاد الأوروبي، سيسعى إلى «تشجيع (كوريا الشمالية) على التنفيذ السريع» للاتفاق الذي توصلت إليه أطراف المحادثات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا)
إلى ذلك، وافق دبلوماسيّون يابانيون وكوريون شماليون أمس على جدول أعمال المباحثات الرسمية المقرّر إجراؤها اعتباراً من اليوم في فيتنام، والتي تهدف إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحيث يُصار إلى بحث موضوع خطف العملاء الكوريين الشماليين لمواطنين يابانيين في اليوم الأوّل من المباحثات. وقال رئيس الفريق الياباني كويشي هاراغوشي، عقب الاجتماع التمهيدي الذي عقده مع نظيره الكوري الشمالي سونغ إيل هو في مدينة هانوي، إنّ “المباحثات ستركّز في اليوم الأول على قضية الخطف والتعويضات اليابانية” عن فترة الحكم الاستعماري لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب، أ ب، د ب أ)