عرضت الدول الأوروبية أمس “غصن الزيتون” على إيران، معلنة تأييدها التخلي عن العقوبات في مقابل تعليق طهران لأنشطة تخصيب اليورانيوم، في وقت لم تؤدِّ فيه الاجتماعات التي يعقدها كبار مسؤولي وزارات خارجية الدول الست الكبرى في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك منذ الاثنين الماضي إلى التوصل إلى اتفاق على قرار دولي جديد في الملف النووي الإيراني.وخلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، عرضت الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، المعنية بتسوية الملف النووي الإيراني، تسوية دبلوماسية تقوم على أن تعلق طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم في مقابل التخلي عن فرض عقوبات في مجلس الأمن الدولي.
وقال المندوب الفرنسي لدى الوكالة، فرنسوا ــــــ كزافييه ديناو: «نحث إيران على التعليق المضاعف (تعليق التخصيب في مقابل وقف العقوبات)»، في إشارة إلى اقتراح المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي.
أما المندوب الأميركي جورج شولتز فقال من جهته إن على البرادعي أن يبلغ حكام الوكالة الـ 35 «توجيه إنذار فوري، إذا واصلت إيران تخصيب اليورانيوم في موقع تحت الأرض في ناتنز من شأنه إنتاج أسلحة كيميائية».
وقال السفير الألماني بيتر غوتفالد، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، إن اعتزام إيران تركيب 18 جهازاً آخر من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم «سلوك غير مقبول».
وفي نيويورك، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن القوى الست الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا) لن تستطيع على الأرجح إتمام مشروع القرار في شأن إيران في نهاية الأسبوع كما كان متوقعاً. وأطلع مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، أمير جونز باري، باسم القوى الست، الدول العشر غير الدائمة في مجلس الأمن، على «عناصر» مشروع قرار يتركز على أساس العقوبات الدولية التي اعتمدت في كانون الأول الماضي.
وكشف مندوب جنوب أفريقيا، دوميساني كومالو، أن «العناصر» الرئيسية للقرار التي علم بها هي حظر سفر إلزامي على المسؤولين الإيرانيين المشاركين في البرنامجين الإيرانيين النووي والصاروخي.
في هذا الوقت، حث وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية، ستيوارت ليفي، خلال مؤتمر تجاري ومالي في دبي، الشركات التي مقرها الشرق الأوسط، على عدم التعامل مع إيران، قائلاً: «إن تلك الشركات قد تكون تسهم في تمويل أنشطة إرهابية أو انتشار الأسلحة النووية».
ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية، عن كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي لاريجاني، تحذيره للقوى الغربية بعدم محاولة إكراه طهران عن طريق فرض عقوبات أو أي أفعال أخرى. وقال: “نفضل الحل من خلال التفاوض، لا (المحادثات) المزيفة، لكن إذا اختاروا التشدد فسيواجهون رداً صارماً”.
وكان مندوب إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، قد أعلن أن إيران على استعداد تام لحل القضايا العالقة مع الوكالة، وستتفاوض مع جميع الأطراف المعنية لإيجاد آليات تضمن عدم انحراف البرنامج النووي.
وفي السياق، هاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الانتقادات الداخلية للبرنامج النووي، وقال “نحن عند تقاطع طرق وينبغي على الجميع بذل جهد لإتمام مهمتكم”.
وفي موسكو، بدأت أمس مفاوضات روسية ــــــ إيرانية حول مفاعل بوشهر، الذي يقوم الروس ببنائه، فيما نفت روسيا أن تكون إيران قد سددت كل مستحقاتها المالية المتعلقة بالمحطة، بعد أن كان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اوضح امس ان بلاده سددت لروسيا كل مستحقاتها المالية.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، مهر، د ب أ)