سارعت إيران، أمس، إلى الرد على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخفض المساعدات الفنية لها، بالتأكيد على مضيّها في تخصيب اليورانيوم، وذلك في ظل خلافات لا تزال تلقي بظلالها على محادثات نيويورك، حيث لم تتفق بعد الدول الست المعنية بالملف الإيراني على مشروع قرار دولي جديد يشدد العقوبات على طهران.وشدد المندوب الإيراني لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، على أن القرار، الذي اتخذته الوكالة فجر أمس بخفض مساعدتها الفنية لإيران، لن يؤثر على تخصيب اليورانيوم في بلاده، مشيراً إلى أن‎ «عملية‎‎ التخصيب‎ وأنشطة موقع‎ ناتنز مستمرة‎ طبقاً للبرنامج‎ المحدد».
وقال إن «عدداً ضئيلاً من الدول في‎ مجلس‎‎ الحكام‎ أرسلت‎ القضية‎ الى‎ مجلس الأمن‎ بدوافع‎ سياسية‎‎ وانتهجت‎ طريق‎ المـواجهة، فيما الغالبية تعارض مثل‎ هذا التوجّه، وتؤكد على‎ طريق‎ المفاوضات».‎
وكانت وكالة الطاقة قد صادقت على تجميد 22 من مشاريع التعاون الفني الـ 55 مع طهران، عملاً بقرار مجلس الأمن الرقم 1737 الصادر في 23 كانون الأول، الذي نص على فرض عقوبات على إيران لرفضها وقف التخصيب. ويشمل قرار الوكالة، في شكل رئيسي، مشاريع متصلة بإنتاج الطاقة النووية قد تشكل خطراً في حال تحويلها لأغراض عسكرية.
ويستثني هذا القرار مشاريع التعاون التقني في المجالات الغذائية والزراعية والطبية والأمنية والإنسانية.
وعارضت مجموعة حركة عدم الانحياز، التي تنتمي إليها إيران، قطع المساعدات. وقال دبلوماسي رفيع المستوى من هذه الحركة، لوكالة “رويترز”، “ما من أحد راض بشكل كامل”.
أما المندوب المصري لدى الوكالة، رمزي عز الدين رمزي، فقد وصف هذا الإجراء بأنه “موضوعي”.
وفي نيويورك، شارك كبار المسؤولين في وزارات الخارجية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، في مؤتمر هاتفي أمس، قبل أن يعود مندوبوهم لدى الأمم المتحدة إلى مائدة التفاوض من أجل صياغة قرار جديد ضد طهران.
ويتوقع أن يعطي القرار الجديد إيران 60 يوماً للإذعان للمطالب التي تدعوها إلى وقف أنشطة التخصيب التي يمكن أن توفر وقوداً لمحطات الطاقة أو لتصنيع أسلحة نووية.
إلا أن سلطانية علق على ذلك بالقول “لا نرى أساساً فنياً ولا قانونياً في (عرض مهلة إضافية)”.
وأضاف سلطانية ان “السلاح النووي الذي بين أيدي الإسرائيليين... يشكل خطراً كبيراً جداً على السلام والأمن الإقليميين والدوليين”.

إلى ذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إن روسيا تطالب باستلام تكاليف محطة بوشهر (جنوب إيران) الكهروذرية قبل الموعد المقرر، فيما استؤنفت أمس في موسكو المفاوضات الروسية ـــ الإيرانية، التي بدأت الأربعاء، بشأن محطة بوشهر النووية، التي قد يتأخر إنجاز العمل فيها، على ما أعلنت شركة “أتومستروي اكسبورت”، التي تنفذ مشروع بنائها.
(ا ف ب، يو بي آي،
ا ب، رويترز، ا ر ب، مهر)