باريس ــ بسّام الطيارة
من المؤكد أن سيغولين رويال، مرشحة اليسار إلى الرئاسة الفرنسية، لم تستطع الاستفادة مثلما كانت تتوقع من «اليوم العالمي للمرأة»؛ فرغم نشاطها الإعلامي المكثف والتشديد على صورتها «امرأة وأماً»، ورغم الاستقبال الحار الذي حظيت في ضاحية «فو أون فلان»، التي اشتهرت خلال «ثورة الضواحي»، فإن الأضواء الإعلامية مسلطة بقوة على استطلاعات الرأي التي تشير إلى اقتراب مرشح الوسط فرانسوا بايرو بشكل خطر جداً منها.
ولم يستطع نيكولا ساركوزي، المرشح اليميني، الإبقاء على «استراتيجية تجاهل مرشح الوسط»، فأعلن للمرة الأولى عن أن «الاستطلاعات لا تصنع رئيساً للجمهورية»، وهو ما فسره أحد المراقبين بأن «احتمال عدم وصول أحد المرشحين الرئيسيين أي ساركوزي أو رويال» إلى الدورة الثانية، بات احتمالاً جدياً يأخذه فريقا المرشحين في الحساب.
فمجمل الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن نسبة مؤيدي بايرو، زعيم حزب «التجمع الديموقراطي الفرنسي» تجاوزت 24 في المئة، أي أقل من نقطة واحدة من رويال، وتراجعت نسبة مؤيدي ساركوزي ثلاث نقاط إلى 26 في المئة.
ورغم أن رويال تحافظ على مرتبة نقاطها الأساسية، فإن التعمّق فيما وراء الاستطلاعات يشير إلى أن بايرو «يغرف من أصوات اليسار»، بينما تتلقى رويال أصوات الهاربين من ساركوزي بشكل محير، وهذا ما يخيف القيمين على حملتها. ومن ناحية حسابية، وضع مقلق بين أرقام نيات الانتخاب بالنسبة للمرشحين الثلاثة. ويبدو أن هذا ما دفع بساركوزي لطلب مساعدة سيمون فيل، التي كانت تلقّب بـ «ضمير الوسط»، قبل أن تترك حزب الوسط بسبب خلافها مع بايرو. وقد وصف بعض المراقبين تنصيبها على رأس حملة ساركوزي بأنه شبيه بـ «إطلاق سكود» على مسيرة بايرو. إلا أن البعض يرى في إبراز شخصية تاريخية نجت من المحرقة واشتهرت بمواقفها الليبرالية المتوازنة عموماً محاولة لـ «كسب أصوات الديغوليين»، الذين يتخوفون من «ساركوزي المتهور»، ومحاولة للحد من تراجعه.