لا تزال مساعي الولايات المتحدة المتحدة لتعزيز العقوبات على إيران تصطدم بـ “التحفظات” الصينية والروسية، رغم فشل مفاوضات موسكو في التوصل إلى تسوية الوضع المالي بشأن بناء محطة بوشهر النووية، في وقت حمّلت فيه طهران سلطات الاحتلال الأميركية مسؤولية “دماء الشيعة في العراق”.وعقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، إضافة إلى ألمانيا أمس، اجتماعاً مغلقاً في مقر البعثة البريطانية لدى الامم المتحدة لمناقشة مسألة تشديد العقوبات على ايران.
وقال المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، عقب الاجتماع، “ناقشنا كل شيء. اقتربنا من اتفاق في بعض النقاط، لكن ثمة نقاط اخرى ما زلنا على خلاف كبير بشأنها”.
أما السفير الصيني وانغ غوانجيا فقال من جهته “اجرينا مناقشات جدية”، لكنه اقر بأن بكين تجد “صعوبات” ازاء بعض نقاط مشروع القرار.
وتدور المناقشات الحالية، حول حظر إلزامي على سفر المسؤولين الايرانيين المشاركين في البرنامج النووي الايراني، وتوسيع قائمة المواد والتقنيات النووية المحظورة، التي يمكن ايران ان تستوردها او تصدرها، وأيضا قائمة المسؤولين الايرانيين الذين يمكن تجميد أموالهم في الخارج إلحاقاً بقرار كانون الاول.
وتشمل المقترحات فرض حظر على صادرات الاسلحة الايرانية، لكنها تترك قدرة طهران على الاستيراد سليمة. ولم تعترض روسيا والصين على صادرات الاسلحة المقترحة لكنهما اثارتا تحفظات بشأن بند ذي علاقة يسمح للدول باتخاذ “اجراء تعاوني” لمنع الاتجار في الاسلحة. وتحفظتا بشأن العقوبات على الحرس الثوري الايراني.
وفي تطورات المفاوضات الروسية ــــــ الايرانية بشأن استكمال العمل بمحطة بوشهر للكهرباء، والتي ستعمل بالطاقة النووية، فشلت المحادثات بين موسكو وطهران امس في التوصل الى حل للمشاكل المالية بين الجانبين، حسبما صرح مصدر في الوفد الروسي لوكالة “فرانس برس”، فيما حذرت روسيا إيران من أن بناء المحطة قد يواجه تأخيرات اخرى ما لم تتحرك طهران لحل النزاع.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان قرار وكالة الطاقة بمعاقبة ايران عن طريق تجميد 22 مشروعاً من برنامج التعاون الفني، “قد يؤثر على تعاون ايران” والوكالة، حسب التلفزيون الرسمي الايراني.
وفي غضون ذلك، جددت طهران تأكيدها العمل والتعبئة من أجل الوصول الى الطاقة النووية، وفق ما صرح أمين مجلس صيانة الدستور، آية الله احمد جنتي في صلاة الجمعة في جامعة طهران، حيث قال “هناك تعبئة بين الشعب والعلماء في ايران من اجل الاستمرار بالعمل حتى الوصول الى الطاقة النووية السلمية”، مشدداً على انه “لا عودة عن ذلك”.
ورأى جنتي ان “واشنطن تريد من خلال اطلاق التهديدات العسكرية تعزيز قواتها في العراق لكن هذه السياسة لا تنال التأييد في اميركا نفسها”. وقال ان “السياسة الاميركية في افغانستان ولبنان وفلسطين قد فشلت وهم يحاولون الآن التعويض عن هذا الفشل”.
وشدد جنتي على ان “ما يحدث في العراق ليس من فعل الشيعة ولا من فعل السنة بل هو من فعل الاميركيين والبريطانيين وتحت مسميات مكافحة الارهاب”. واشار إلى أن “بث الفرقة بين المسلمين، الشيعة والسنة، مؤامرة اميركية الهدف منها اثارة السنة على اخوانهم الشيعة من اجل تحقيق مصالح واشنطن”. وتابع “اذا قام بعض الافراد من عامة الشيعة او السنة بعمل ما فلا يمكن تحميل الشيعة او السنة عموماً مسؤوليه ذلك”.
وأفادت المجلة العسكرية البريطانية المتخصصة بالشؤون الاستخبارية “جينز إنتليجانس دايجست” بأن سلاح الجو الإيراني سيجد صعوبة بالغة في التصدي لأي هجوم جوي محتمل تشنه الولايات المتحدة على منشآت إيران للأسلحة النووية المشتبه بها.
(ا ف ب، رويترز، ا ب، يو بي آي، مهر، ارب)