غزة ـــ رائد لافيالقاهرة ـــ خالد محمود رمضان

سادت أجواء من الهدوء الحذر مناطق شمال قطاع غزة، التي شهدت اشتباكات عنيفة ليل السبت ـ الأحد، بين مسلحين من حركتي “فتح” و“حماس”، أسفرت عن مقتل ناشط في “كتائب عز الدين القسام” وإصابة رفيقه بجروح خطيرة ومعه سبعة مدنيين.
ونجحت جهود الوساطة، التي قامت بها فصائل فلسطينية، في نزع فتيل الأزمة، ومنع تطورها، بعد الاشتباكات الدامية بين الحركتين، التي تعتبر الأولى بينهما منذ توقيع اتفاق مكة في الثامن من شباط الماضي.
واندلعت الاشتباكات بين الحركتين، إثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم من حركة “فتح” النار باتجاه عناصر من “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، كانوا يجرون تدريبات في بلدة بيت حانون شمال القطاع. وقالت مصادر طبية إن القتيل هو القائد الميداني في “كتائب القسام” محمد الكفارنة (27 عاماً)، فيما وصفت حالة زميله عبد الرحمن أبو عودة بأنها “حرجة”.
وتبادلت حركتا “فتح” و“حماس” الاتهامات في شأن الاشتباكات التي شهدتها بلدة بيت حانون، ومحاولة تعكير أجواء التوافق الوطني الداخلي. وقال المتحدث باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، “إن مجموعة معروفة ومشبوهة أطلقت النار على مجموعة من كتائب القسام كانت تجري تدريبات في إحدى مناطق بيت حانون”.
وقال مكتب الإعلام التابع لقيادة الأمن الوطني في القطاع “إن عناصر من القوة التنفيذية، وكتائب القسام، أحرقت خمسة منازل لقياديين في حركة فتح، ودمرت مقراًَ للحركة في بلدة بيت حانون، وقصفت موقعاً للأمن الوطني”.
وأشار مفوض الإعلام في حركة “فتح” توفيق أبو خوصة إلى أن “كتائب القسام” فجرت عدداً من المنازل، ومقارّ الأمن الوطني، عبر قصفها بقذائف “آر.بي.جي” و“ياسين”، وأحرقت خمس حاويات بضائع، وأعطبت سيارتين للأمن الوطني.
وتزامنت الاشتباكات مع توقّع رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية أن يتم الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية، يوم الأربعاء أو الخميس المقبلين، وعرضها على المجلس التشريعي يوم السبت لنيل الثقة. وقال “إن الإعلان عن الحكومة سيكون الأربعاء أو الخميس، على أن نذهب السبت إلى المجلس التشريعي لنيل الثقة”، مشيراً الى أن مشكلة وزير الداخلية في طريقها إلى الحل، وبالتالي فإن “خريطة هذه الحكومة ومعالمها أصبحت واضحة”.
إلى ذلك، بات من المقرر أن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بزيارة غير مسبوقة إلى غزة لحضور إعلان حكومة الوحدة الفلسطينية.
وقالت مصادر عربية وفلسطينية، لـ“الأخبار”، إن موسى تلقّى تطمينات رسمية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن) بأن زيارته، التي سيشهد خلالها تدشين الحكومة الفلسطينية الجديدة نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل، لن تتعرّض لأي منغّصات إسرائيلية وأن دخوله وخروجه من قطاع غزة لن تكون لهما أي علاقة بسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر نفسها أن موسى سيلقي خطاباً أمام المجلس يعيد فيه التذكير بالاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، ويدعو حركتي “حماس” و“فتح” إلى التعاون لتفويت الفرصة على أي محاولة لضرب الوحدة الفلسطينية.
على صعيد آخر، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، بعد لقائه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء، إن الحركة تحرص على تنفيذ اتفاق مكة مهما كانت العراقيل، مشيراً إلى أن فتح وحماس استكملتا تأليف الحكومة وأن الأمور تسير بشكل جيد.