واشنطن ــ عمر أحمد
تشيني: بوش أكثر الرؤساء صداقة لإسرائيل


شدّد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، في اليوم الأول من مؤتمر لجنة الصداقة الأميركيّة - الإسرائيليّة «ايباك» المنعقد في واشنطن، على أهميّة الدعم الأميركي لإسرائيل، تجنّباً لصعود نجم «التطرّف الإسلامي»، فيما حثّت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة تسيبي ليفني الدول العربية على «عدم انتظار السّلام لإقرار تطبيع العلاقات مع تل أبيب»، داعيةً إلى ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 في لبنانوقالت ليفني إنّ «العالم متغيّر، وهو منقسم بين معتدلين ومتطرّفين، حيث تسعى القوى المتطرّفة إلى تحويل الصراع القومي، القابل للحلّ، إلى حرب دينية لا نهاية لها»، داعية إلى وضع «استراتيجية قابلة للحياة من شأنها تعزيز المعتدلين وإضعاف المتطرفين الذين تتزعّمهم إيران ووكيلها حزب الله في لبنان وحماس في السلطة الفلسطينية».
ودعت ليفني، التي حذّرت من أنّ «المتطرفين يستخدمون وسائل الإعلام مثل الجزيرة والإنترنيت، ليس لنشر فكرة التعايش، بل لنشر الكراهية»، المجتمع الدولي إلى نبذ إيران و«تشديد العقوبات (عليها) وتوسيعها من دون تأخير». وأضافت إنّه «يجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف» عن التهديد الذي تمثّله طهران، معتبرة أن ذلك «ليس من أجل إسرائيل لكن من أجل أمن المجتمع الدولي وقيمه التي يتبناها».
وتابعت ليفني «أطالب الدول العربية والإسلامية التي تشترط نهاية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل التطبيع بعدم الانتظار. لديكم القدرة على تغيير الواقع، لا تنتظروا السلام، ابدأوا التطبيع معنا الآن وسيأتي السلام»، مشيدةً بمن سمتهم «المعتدلين والبراغماتيين» الذين «بدأوا ينظرون إلى إسرائيل، ليس كعدوّ سابق، لكن كشريك في مستقبل عام، ونأمل أن يقوموأ بتدريس ذلك لأطفالهم».
وحدّدت ليفني «المعتدلين» بأنهم «من هو مستعدّ لمجابهة الإرهاب ويؤمن بحل الدولتين ويقبل معناه الحقيقي». وقالت «لسوء الحظ، اختار الفلسطينيون حماس التي تتبنّى أيديولوجية دينية»، مشيرة إلى أن هذه الحركة «لا تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية لكنها تريد أن تدمر إسرائيل».
أما تشيني فقد استبعد من جهته أيّ تفاوض مع الجماعات المناهضة للولايات المتحدة، التي يقوم أفرادها بعمليات استشهادية ضدّها. وقال «إنّ عدواً يحلم بالشهادة لن يجلس إلى طاولة المفاوضات»، محذّراً من مغبّة الانسحاب الأميركي من العراق لأنّ «المتطرّفين الشيعة، المدعومين من إيران، قد يدخلون في حرب مع السنّة المدعومين من تنظيم القاعدة وبقايا نظام (الرئيس العراقي المخلوع) صدّام (حسين)، ما قد يدفع الحكومات السنية إلى دعم السنّة المتطرّفين لمواجهة المدّ الإيراني، وتدخل المنطقة في حرب إقليمية».
وشدد تشيني أمام «المؤتمر»، الذي يضمّ أكبر مجموعة ضغط موالية لإسرائيل في واشنطن، على أنّه «لم يكن هناك على الإطلاق صديق لإسرائيل في البيت الأبيض أفضل من جورج بوش”، ما أثار موجة من التصفيق الحار والهتاف من جانب الحاضرين.
وفي معرض تأكيده الدعم الأميركي الطويل الأمد لإسرائيل، قال تشيني إنّ واشنطن تقف إلى جانب تل أبيب ضدّ المتطرّفين الإسلاميين الذين يريدون «فرض رؤيتهم الضيّقة المتشدّدة للإسلام وتدمير إسرائيل»، محذّراً من أنّه “في نهاية المطاف سيستخدمون الأسلحة الكيمائية والبيولوجية والنووية لفرض هيمنتهم”.