طهران ـــ الأخبار
يبدو أن الحكومة العراقية بدأت تترجم توصيات مؤتمر الجوار العراقي ومقرراته إلى نتائج عملية، بعد أيام فقط من انعقاده السبت في بغداد، في خطوة جسدتها زيارة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى طهران، عقب زيارة مشابهة قام بها إلى سوريا.
وأجرى الهاشمي أمس في طهران، التي وصلها أول من أمس، مباحثات مع عدد من المسؤولين، في مقدمتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي شدد على دعم إيران لاستقرار الأمن في العراق، قائلاً: “إن عراقاً مزدهراً ومتقدماً وحراً يعد لمصلحة إيران وشعوب المنطقة”.
وبحث الهاشمي مع المسؤولين الإيرانيين سبل الدعم والمساندة الإيرانية لعودة الهدوء والأمن إلى العراق والبحث في آليات ترجمة الوعود التي ألزمت طهران بها نفسها تجاه العراق.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني، غلام علي حداد عادل، أثناء استقباله الهاشمي: “إن الحكم الديموقراطي هو الطريق الوحيد لاستقرار الأمن في العراق”، متهماً بعض الدول العربية، بأنها تخشى من الديموقراطية في بلاد الرافدين.
وأشار حداد عادل إلى رغبة إيران في مساعدة العراق على إعادة الأمن والاستقرار إليه، قائلاً “إن الحفاظ على وحدة هذا البلد وإعادة الهدوء إليه ليس في مصلحة الشعب العراقي فحسب، بل في مصلحة إيران أيضاً”. وكرر القول إن “تدخل القوات الأميركية في شؤون العراق لا يخدم مصلحة الشعب العراقي ولا شعوب المنطقة، بل إن أميركا، من خلال احتلال العراق، تسعى إلى تأمين مصالحها.. ومن هذا المنطلق، يجب أن يقرر الشعب العراقي مصيره بنفسه من دون تدخل أي جهة أجنبية”.
أما الهاشمي فقد شدد بدوره على أن “الهوية الإسلامية ينبغي أن تستمر في العراق”، مطمئناً طهران إلى أن الحكومة العراقية لن تسمح بأن يصبح العراق انطلاقاً للهجوم أو الاعتداء على أي بلد مجاور.
كذلك، أعلن وزير الأمن الإيراني محسني اجه‌ ئي، خلال لقائه مع الهاشمي، أن بلاده تدعم إحلال الأمن والاستقرار في العراق.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن اجه ‌ئي قوله: “إننا ما زلنا في المرحلة الأولى للمفاوضات الثنائية، وإيران، كما أعلنت مراراً، تولي اهتماماً خاصاً لأمن العراق ودعم الاستقرار في هذا البلد”.
وأضاف الوزير الإيراني أن طهران ستقدم المساعدات اللازمة للعراق مستقبلاً “بقدر إمكاناتها وطاقاتها”. وشدد على أنه لا يوجد أي ارتباط بين زيارة الهاشمي إلى إيران ومؤتمر بغداد، مشيراً إلى أن هذه الزيارة كانت مبرمجة مسبقاً.
وكان الهاشمي قد اجتمع أول من أمس مع نظيره الإيراني برويز داوودي، الذي كرر على مسامع الضيف العراقي ما أعلنه رئيس الوفد الإيراني إلى مؤتمر بغداد عباس عراقجي، حول تحميل الاحتلال الأميركي مسؤولية تدهور الأوضاع في بلاد الرافدين.