موسكو، طهران ـــ الأخبار
يبدو أن الموقف الروسي من الملف النووي الايراني اخذ ينحو منحىً آخر مغايراً للمواقف السابقة الداعمة لحق طهران في امتلاك الطاقة النووية، بلغ حد “الانقلاب”؛ فبعد فشل المحادثات بين الجانبين بشأن بناء مفاعل بوشهر، اشتدت حدة لهجة موسكو التي أكدت أنها لن تلعب “لعبة إيران المعادية لأميركا”.
ونقلت وكالات “ايتار تاس” و“انترفاكس” و“ريا نوفوستي” الروسية عن “مصدر مقرب من الكرملين” قوله إن روسيا “تتحمل خسائر على صعيد صورتها على الساحة الدولية وهم (الايرانيون) لا يتخلون” عن تصلبهم بشأن الملف النووي. وأضاف “ان امتلاك ايران قنبلة نووية او قدرة على صنعها امر غير مقبول بالنسبة لنا ولن نلعب معهم لعبة معاداة اميركا”.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الوكالة الروسية الفدرالية للطاقة النووية “روس آتوم”، سيرغي نوفيكوف، المعلومات عن تأجيل البدء في التشغيل التجريبي لوحدة الطاقة الأولى في مفاعل بوشهر النووي، والذي كان مقرراً بموجب الاتفاقية الموقعة بين الجانبين الإيراني والروسي أن يجري في أيلول المقبل. وكذلك الأمر بالنسبة لشحن الوقود النووي لهذه المحطة، والذي كان مقرراً أن يتم في شهر آذار الجاري.
وقال نوفيكوف إن “روس آتوم” تأسف لذلك، مشيراً إلى أنه “يمكن الاستغراق في تحليل أسباب ما حصل من دون نهاية، لكن الحقيقة تبقى هي الحقيقة، وهي تتلخص بعدم وجود الأموال، ومن دون نقود لا يمكن البناء”.
في هذا الوقت، نقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية عن الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي قوله ان التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد من المحرمات. وطالب خاتمي، خلال لقاء مع اعضاء جمعية الصحافيين الايرانيين، الرئيس محمود احمدي نجاد بتقديم تنازلات بشأن الملف النووي، وتجنب صدور قرار ثان من مجلس الامن الدولي يشدد العقوبات المفروضة على طهران.
وأثار اعلان نجاد نيته المشاركة في اجتماع مجلس الامن المخصص لبحث الملف النووي الايراني، زوبعة اعلامية وسياسية داخل إيران. وقال الباحث الاستراتيجي الدكتور علي خرم “ان حضور الرئيس في مجلس الامن قد يحظى بترحيب اوروبي لأنه سيعدّ اعترافاً ايرانياً ضمنياً بقرارات المجلس.. وبالتالي تصبح ايران ملزمة بما الزمت به نفسها، اي بالقرارات التي قد تصدر عنه بحق ايران”.
الا أن مصادر دبلوماسية ايرانية قالت ان “حضور نجاد في مجلس الامن هو بمثابة هجوم ايراني مضاد في مواجهة الهجوم الاعلامي السياسي الغربي، الذي تقوده الولايات المتحدة”.