strong>مهدي السيد
لا تزال تحقيقات لجنة فينوغراد تتصدر اهتمامات الصحف الإسرائيلية التي كان لافتاً أمس تأكيدها، في افتتاحياتها، أن مصير الحكومة الحالية وأركانها بات محسوماً، مهما تكن التوصيات التي سَتصدر عن اللجنة

كتبت صحيفة «هآرتس»، أمس في افتتاحيتها، أن مهمة لجنة فينوغراد التحقيق في فشل الحرب في لبنان، لا تغيير الحكم في اسرائيل، ذلك انه «من أجل تغيير الحكومة يجب أن تتبلور معارضة، ومطلوب ما يكفي من النواب الراغبين في الانتخابات». وأضافت أنه «لا يوجد من يقترح جدول أعمال جديداً، ويبدو ان من المريح للجميع البقاء في الكراسي المبطنة، فيما انتظار استنتاجات اللجنة هو مجرد عذر لعدم عمل شيء».
ورأت «هآرتس» ان «ثمة في هذا الانتظار قدراً من الطفولة السياسية». وقالت «صحيح أن عمل اللجنة مهم لتقصّي الحقيقة واستخلاص الدروس، ولكن يكفي ما بات يعرفه الجمهور من أجل استخلاص الاستنتاجات الشخصية. ليس مهماً ما كان عليه الدور النسبي لرئيس الوزراء في اتخاذ القرارات العملياتية ولا إذا كانت المسؤولية تتوزع بالتساوي بينه وبين رئيس الأركان أو لا. وليس مهماً أيضاً إذا كان إيهود أولمرت قد خطّط للحرب قبل أشهر من وقوعها أو قررها على وجه السرعة. من الصعب ان نجد اليوم مواطناً واحداً يرغب في ان يدير الثنائي أولمرت ــ بيرتس الحرب المقبلة أيضاً، إذا ما نشبت، وهذا هو الأساس. هل هناك حاجة إلى أن توصي لجنة فينوغراد الواقفين على رأس الدولة بإخلاء أماكنهم، أم يكفي عدم الثقة العامة، في المجال الأمني على الأقل، لبلورة معارضة لتغيير الحكم؟».
وبحسب هآرتس، فإن «الاستياء الذي أحدثته حرب لبنان الثانية كان يفترض أن يهز الجبال، ولكن العاصفة هدأت من اللحظة التي تشكلت فيها لجنة فينوغراد، وكأن للدولة وقتاً تبذّره على انعدام الأهلية القيادية. ولولا الضغط الجماهيري، لما كان ليذهب الى البيت حتى دان حالوتس. والآن يجب إنتاج ضغط كهذا لتغيير القيادة، إذ لا يمكن الحديث بجدية عن التهديد الإيراني وترك معالجته بيد بيرتس وأفيغدور ليبرمان».
بدورها، اعتبرت «يديعوت أحرونوت»، في افتتاحيتها، أن الإعلان الرسمي لنيّة لجنة فينوغراد نشر «استنتاجات شخصية» في منتصف نيسان، يرمي الى تهدئة الخواطر، مشيرةً إلى أنها ستبرهن في الأيام القريبة مقولة «أن الطريق الى جهنّم مرصوفة بالنيّات الخيّرة».
وإذ رأت الصحيفة أنه أمام الإسرائيليين الآن خمسة أسابيع أو ستة من «رقص الأشباح»، سألت «ماذا سيحصل؟»، مشيرةً إلى أن «جميع من لهم صلة بالأمر ومن حولهم سيمشون على أطراف أصابعهم ولن يحرّكوا ساكناً الى أن تصدر اللجنة قرار حكمها». وأضافت «لا يعلمون هل سيكونون هنا في اليوم الذي يلي ذلك». هذه الحقيقة المؤسفة، بحسب الصحيفة، «تضمن استمرار شلل الحكومة الحالية، التي لا تزال تستغرق في كابوس الحرب. باختصار، لن يكون أي جديد تحت الشمس من الناحية الحكومية. الأسوأ من هذا أن الأيام التي ستمر قبل النشر ستخصص لتوجيه الضربات الى الحكومة والمرتبطين بها الذين هم مكشوفون الآن في البرج».
واعتبرت الصحيفة أنه بغض النظر عن تقرير اللجنة «اتخذ الجمهور والشارع والشعب قرارهم، وهو أن هذه الحكومة أنهت حياتها المهنية في اللحظة التي خرجت فيها للحرب في لبنان التي لا داعي لها. والآن، بعد أن يحاول بيبي نتنياهو إنشاء حكومة بلا انتخابات، بقي لنا إمكان واحد فقط هو أن نمضي الى الانتخابات».