شبّه بن لادن بجورج واشنطن .. واعتبر “الضحايا لغة الحروب»
«كنت المسؤول عن عملية 11 أيلول من الألف إلى الياء». عبارة أوردها تقرير لوزارة الدفاع الأميركيّة نقلاً عن الباكستاني خالد شيخ محمّد، الزعيم الميداني لجميع العمليّات العسكريّة لتنظيم «القاعدة»، تمثّل اعترافاً بمسؤوليته عن هذه الاعتداءات، وبضلوعه في أكثر من 30 مخطّطاً «إرهابيّاً» لاستهداف المصالح الأميركيّة والغربيّة والإسرائيليّةوذكرت الوزارة أنّ اعتراف محمّد جاء خلال جلسة أمام المحكمة العسكرية عقدت السبت الماضي في معتقل “غوانتانامو” في الخليج الكوبي، الذي نُقل إليه في أيلول الماضي بعد اعتقاله في باكستان عام 2003 وقيام وكالة الاستخبارات الأميركيّة (سي آي أي) بإخفاء مكانه نظراً لـ«سريّة التحقيقات». وقال محمد، خلال الجلسة التي تحدّث فيها أحياناً، وفي أحيان أخرى عبر عنصر في الجيش الأميركي، «كنت مدير العمليات للشيخ أسامة بن لادن (زعيم القاعدة) في ما يتعلّق بتنظيم وتخطيط ومتابعة وتنفيذ عمليّة 11 أيلول”. وأضاف، في اعترافات جاءت بلغة إنكليزيّة ركيكة، إنه «غير سعيد بمقتل 3000 شخص في أميركا. بل أشعر بالأسف”، إلّا أنّه برّر ذلك بالقول “إنّ لغة أيّ حرب في العالم هي القتل. أعني أنّ لغة الحرب هي الضحايا”.
وأضاف التقرير إنّ “الإرهابي” شارك في أكثر من 30 عمليّة عسكريّة استهدفت المصالح الأميركيّة خصوصاً، والغربيّة عموماً، مشيراً إلى أن اعترافات محمد تضمّنت قيامه “شخصياً” بقطع رأس مراسل صحيفة “وول ستريت” الأميركيّة دانييل بيرل في باكستان عام 2002. ونقلت شبكة “سي. أن. أن.” عن إحدى “الوثائق” قول محمّد “قطعت بيدي اليمنى المباركة رأس الأميركي اليهودي دانيال بيرل، في مدينة كراتشي في باكستان، وإلى هؤلاء الذين يريدون التأكّد من ذلك، هناك صور لي على الإنترنت أحمل فيها رأسه”.
واعترف محمّد أيضاً، بحسب “ملفّ” وزارة الدفاع، الذي تضمن 31 نقطة، بأنّه المسؤول عن هجوم شُنّ عام 1993 على مركز التجارة العالمي في نيويورك، وتفجير ملهى ليلي في بالي في إندونيسيا عام 2002، ومحاولة تفجير طائرتي ركّاب أميركيّتين في الجوّ فوق المحيط الأطلسي باستخدام متفجّرات مخبّأة في أحذية، إضافةً إلى “مشاركته” في تنسيق خطط لاغتيال الرئيسين الأميركيّين السابقين جيمي كارتر وبيل كلينتون والبابا الراحل يوحنّا بولس الثاني.
ومن بين أهدافه المزعومة، أورد محمّد مخطّطات لضرب “مكاتب في شيكاغو ولوس أنجيلس، وجسور معلّقة وبورصة الأسهم في نيويورك، وأهداف ماليّة أخرى بعد أيلول 2001”، إضافةّ إلى ضلوعه في التخطيط لهجمات في كينيا ضدّ فندق إسرائيلي وهجوم على طائرة تابعة لشركة «العال» الإسرائيلية.
وبصفته الرجل الثالث في تنظيم “القاعدة”، عُرف محمد طويلاً بأنّه مدبّر “هجمات أيلول”. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرّف قد قال العام الماضي، في سيرته الذاتية «على خطّ النار»، إنّ محمّد اعتقل في مدينة بيشاور وأبلغ مستجوبيه أنّه اقترح أن تضرب “القاعدة” مترو أنفاق لندن، الضربة التي أدّت في تموز عام 2005 إلى مقتل 52 راكباً وأربعة مفجّرين انتحاريين إضافةً إلى إصابة 700 شخص.
وخلال الجلسة الإجرائية التي عقدت لمعرفة ما إذا كان التعريف الأميركي لـ“مقاتل عدوّ” سينطبق على محمّد، ربط الأخير بين “قضيّته” وقضيّة الاستقلال الأميركي، مشبّهاً بن لادن بالرئيس الأميركي الراحل جورج واشنطن. وقال “لو أنّنا نعيش الآن حقبة الحرب الثوريّة (الاستقلال الأميركي) واعتقلت القوّات البريطانيّة واشنطن (جورج) لكانت اعتبرته مقاتلاً عدوّاً، أمّا الجانب الأميركي فكان ليراه بطلاً”، معتبراً أنّ بن لادن “يفعل الشيء نفسه، إنّه يقاتل لأنّه يريد استقلاله».
وذكر محمّد، الذي يأتي على رأس لائحة “مهمّة جدّاً” تضمّ 14 سجيناً تضعهم السلطات الأميركية على رأس قائمة المشتبه في تورّطهم في “الإرهاب”، أنّه تعرّض للتعذيب علي أيدي عملاء الـ “سي آي أي” إلّا أنّ اعترافاته لم تأت نتيجة لإكراه معيّن مارسه ضبّاط البحريّة الأميركيّة.
(يو بي آي، د ب أ، رويترز، أ ف ب، الأخبار)