strong>غزة ــــ رائد لافي
حكومة الوحدة تؤدّي اليمين اليوم والفوضى الأمنية تحصد قتيلين «حماس» تنتقد الانتقائية الدولية وبريطانيا لن تتعامل مع وزرائها

يبدو أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينة تخطو بثبات نحو كسر الحصار المفروض عليها منذ وصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى السلطة، مع توالي مواقف الترحيب الدولية من توصل الفلسطينيين أخيراً إلى اتفاق على التشكيلة الحكومية، التي عبّر وزراء فيها عن إدانتهم للموقف الإسرائيلي الداعي إلى التعامل مع الرئيس محمود عباس لإسقاط “حماس”.
ورأى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الدكتور يوسف رزقة أن “الائتلاف الوطني خطوة مهمة على طريق رفع الحصار ومواجهة الاحتلال وتحقيق السلم الاجتماعي وتمتين الجبهة الداخلية”. لكنه حذّر من “الإفراط في التفاؤل، ولا سيما أن المواقف الأميركية الضاغطة لا تزال مؤثرة في الساحة الأوروبية”.
ويعقد المجلس التشريعي، اليوم السبت، جلسة خاصة في مقرّيه في مدينتي رام الله وغزة، لمناقشة البرنامج الوزاري لحكومة الوحدة، قبل التصويت على منحها الثقة، تمهيداً لتأديتها اليمين الدستورية أمام عباس مساء اليوم نفسه في مقر الرئاسة في مدينة غزة.
وفي معرض الرد على الموقف الإسرائيلي من الحكومة الفلسطينية، قال وزير الشؤون الاجتماعية صالح زيدان (الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين) إن “إسرائيل شرعت في العمل منذ اللحظة الأولى لإعلان تأليف حكومة الوحدة الوطنية، على إفشال مشروع الوحدة”. وتوقّع أن “تفشل إسرائيل في محاصرة حكومة الوحدة، لكون الحكومة الجديدة تتمتع بمساندة غالبية أطياف قوى العمل السياسي والوطني، وتأييد الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني”.
بدوره، قال وزير الاقتصاد الوطني المهندس زياد الظاظا (عن حركة حماس) “إن أهم أولويات حكومة الوحدة، العمل على مواجهة السياسة الإسرائيلية الظالمة، والمدعومة من الإدارة الأميركية، لتعرية الموقفين الإسرائيلي والأميركي أمام المجتمع الدولي”.
ورغم المواقف المتفائلة من الوحدة، برزت أمس معالم جديدة للفوضى الأمنية، حيث قتل مسلحون مجهولون العنصر في جهاز الاستخبارات العسكرية حسين السرحي (31 عاماً)، وأصابوا زميله موسى أرجيلات (28 عاماً) بجروح خطيرة، عندما أطلقوا النار بكثافة عليهما في مدينة دير البلح، جنوب قطاع غزة، بعدما أجبروهما على الترجّل من السيارة التي كانا يستقلانها في شارع كلية فلسطين التقنية في المدينة.
وفي حادثة منفصلة، عثرت الأجهزة الأمنية على جثة الفلسطينية دلال البحطيطي (30 عاماً)، من سكان مدينة غزة، ملقاة في منطقة السودانية، شمال القطاع، بعد إصابتها بعيار ناري في الرأس.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن مجهولين أطلقوا النار أمس باتجاه موكب مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” جون جينغ قرب معبر بيت حانون (إيرز) شرق مدينة غزة، من دون وقوع إصابات.
وفي بروكسل، قال دبلوماسيون أوروبيون، أمس، إن بريطانيا، على خلاف الموقف الإسرائيلي، ستسمح بإجراء اتصالات دبلوماسية مع وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون لـ“حماس”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية “سنحكم على حكومة الوحدة الوطنية بناءً على أفعالها، وسنردّ وفقاً لذلك”. وأضاف “ستكون الأولوية الآن لرؤية كيف يمكننا التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية. سنناقش ذلك قريباً مع شركائنا الدوليين وسيكون من الأسهل مبدئياً التعامل مع الأعضاء المستقلين في حكومة الوحدة الوطنية”.
وسارعت “حماس” إلى الرد على الموقف البريطاني، وقال المتحدث باسمها إسماعيل رضوان إن “حماس ترفض التعامل بانتقائية مع وزراء حكومة الوحدة. نحن ندعو بريطانيا وكل الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في علاقتها مع الحكومة المقبلة”.
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما، في خطاب أرسله إلى الرئيس الفلسطيني، عن شعوره بالرضا بأنباء تأليف الحكومة الجديدة، مؤكداً أن روما ستعمل على تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط.
ودعا داليما الحكومة الفلسطينية إلى العمل على وضع حد “لكل أشكال العنف” بما فيها إطلاق صواريخ قسام وتهريب الأسلحة في غزة. كما طالب “حماس” بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وفي مدريد، رأى وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن تأليف حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة يعدّ “خطوة طيبة في الاتجاه الصحيح”. وأعرب عن ثقته في أن “الحكومة الفلسطينية الجديدة ستدرج ضمن برنامجها وسياستها كافة المبادئ التي أقرّها المجتمع الدولي”.