strong>محمد بدير
توقعت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس أن تشهد جلسة الحكومة المقبلة (غداً الأحد) مواجهة بين رئيس الوزراء إيهود أولمرت ونائبه، وزير الشؤون الاستراتيجية، أفيغدور ليبرمان، على خلفية الخلاف بشأن الإبقاء على الاتصالات السياسية مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في أعقاب موافقته على مشاركة حماس في حكومة وحدة فلسطينية.
وأعلنت مصادر مقربة من أولمرت أنه لا ينوي قطع العلاقات بعباس، مشيرة إلى اعتقاده بضرورة الإبقاء على كوة حوار مع الفلسطينيين، «وهذه الكوة هي أبو مازن». وأضافت أن هناك الكثير من المصالح الإسرائيلية مع الفلسطينيين ينبغي رعايتها، بينها أمور إنسانية وأمنية تتعلق «بالحرب على الإرهاب». وأوضحت المصادر أن إسرائيل تعتزم الاستمرار في المطالبة بوقف إطلاق القسام ووقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة وكذلك معالجة مسألة الجندي الأسير جلعاد شاليط.
وبرغم ذلك، أقرت المصادر الإسرائيلية أن الحوار السياسي في إطار هذه الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني سيكون محدوداً، ورأت أنه «سيكون من الصعب عقد أي اتفاق سياسي في الظرف الراهن».
وفي السياق، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن صدقية أبو مازن وصلت إلى درك أسفل جديد. ويعود ذلك، بحسب الصحيفة، إلى أن «الزعيم الفلسطيني وعد خلال لقائه مع رئيس الوزراء أولمرت بالعمل على تحرير جلعاد شاليط قبل إقامة حكومة الوحدة الوطنية. أما الآن فيتبين أن ليس لهذا الوعد أي غطاء».
وبرغم تجاهل الصحيفة الواضح للوعود والالتزامات الإسرائيلية تجاه أبو مازن، فإنها توقفت عند وعود أخرى ادعت أن عباس أعطاها لإسرائيل والاميركيين وهي «أن تتضمن الخطوط الأساسية للحكومة اعترافاً بإسرائيل، وتتبنى الاتفاقات الموقعة معها وتنبذ الإرهاب».
أما ليبرمان، فكان قد أعرب عن صدمته من برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة وقال إنه ينوي أن يطلب نقاشاً عاجلاً بشأنه في الحكومة الإسرائيلية. ورأى ليبرمان، في مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت»، أن برنامج الحكومة الفلسطينية هو إعلان حرب، ودعا إلى قطع العلاقات «فوراً» مع عباس، مشيراً إلى أنه مع إعلان تشكيل الحكومة الفلسطينية لم يعد لدى إسرائيل أي سبب للإبقاء على الاتصال به. وقال ليبرمان إن «أبو مازن يحاول أن يمنح شرعية لرغبة حماس بتدميرنا... وكل من له عقل يدرك أن الحكومة الفلسطينية الجديدة هي حكومة حماس صافية».
كما دعا ليبرمان إلى إنشاء «حكومة طوارئ وطنية» في إسرائيل على خلفية التطور السياسي على الساحة الفسلطينية الداخلية، وشدد على ضرورة تركيز الجهود على الساحة الدولية للإبقاء على الحصار والمقاطعة ضد السلطة الفلسطينية.
ودخل نائب وزير الدفاع، أفراييم سنيه، على خط السجال أمس فرأى أن على إسرائيل ألا تتعاون مع الحكومة الفلسطينية وتواصل في مقابل ذلك التفاوض مع عباس لإفشال حركة حماس. وقال سنيه: «نحن نحتاج إلى بديل فلسطيني معتدل وأفق سياسي من أجل إفشال حماس، لذلك علينا التفاوض مع أبو مازن فقط لنتوصل معه إلى اتفاقات نعرضها بعد ذلك على الاستفتاء».