لوح الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس بفتح مواجهة عسكرية مع الاحتلال الاميركي في المدينة الصدرية، من خلال بيان حمل فيه بشدة على الاحتلال الاميركي، ويأتي بعد جملة تصريحات اميركية أشادت بـ«تعاون» سكان هذه المدينة في إطار الحملة الأمنية في بغداد.ودعا الصدر، في بيان أمس، العراقيين في مدينة الصدر الى عدم التعاون مع القوات الاميركية، مشيراً الى أن هذه القوات تسعى «الى تشويه سمعتها (مدينة الصدر)، بأن تبث الدعايات والشائعات الكاذبة، وتقول إن هناك مفاوضات وتعاون بينكم وبينهم».
وأعرب الصدر عن ثقته بأن العراقيين «قد اتخذوا الأميركيين اعداء لهم، فعدو الله عدوكم لا محالة»، معتبراً أنه «بوقفتكم هذه، وتظاهركم هذا، وطاعتكم لحوزتكم وقياداتكم قد اغظتم الاعداء، فكتب الله لكم عملاً صالحاً».
وفي السياق، خرج عشرات آلاف العراقيين في مدينة الصدر في تظاهرة احتجاجٍ على انشاء مركز اميركي مشترك مع الشرطة العراقية في المدينة.
وذكر بيان باسم «سكان مدينة الصدر» انه مع «انطلاقة الخطة الامنية، كنا، على رغم الجروح، طوع اوامر قيادتنا الدينية، فبادرنا وكنا اول الملتزمين والمتعاونين، مع علمنا أن ما افسده المحتل لا يمكن اصلاحه في هذه الفترة الزمنية القصيرة». وأعلن البيان رفض «انشاء قاعدة للمحتل الظالم في ارض مدينة الصدر»، مع الطلب «بتفعيل دور الشرطة والجيش للاضطلاع بالمهمات الامنية».
في هذه الاثناء، أعلن المتحدث باسم القوات الاميركية في محافظة ديالى دايفيد ساثرلاند أن «هناك ازدياداً في وتيرة الهجمات ضد قوات التحالف والقوات العراقية في ديالى، فيما تشهد اعمال العنف المذهبي تراجعاً بنسبة 70 في المئة».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «بوسطن غلوب» أمس، أن القائد الاميركي في العراق دايفيد بترايوس «يسعى لنشر لواء اضافي من الجيش قوامه بين 2500 و3000 جندي، للمساعدة في تعزيز الحملة الأمنية» في العراق.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الاميركية، إن بترايوس «طلب وحدة طيران قتالية تشمل عشرات من طائرات النقل الهليكوبتر وطائرات الهليكوبتر القتالية».
وفي واشنطن، اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن ارتياحه لفشل التصويت في مجلس الشيوخ على مشروع قرار يدعو الى سحب معظم القوات من العراق قبل شهر آذار 2008.
ووصف بوش، خلال لقائه نواباً جمهوريين، مشروع القرار، الذي تبناه الديموقراطيون، بأنه «خيانة بحق القوات» المنتشرة في هذا البلد.
وبدأت أمس في مقر الامم المتحدة في نيويورك فعاليات مؤتمر اعادة اعمار العراق، حيث قدم الوفد العراقي، برئاسة نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، خطة مدتها خمس سنوات للتقليل من معدلات الفقر والاعتماد على اليد العاملة العراقية.
ويحضر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مؤتمر «تحالف عهد العراق» مع ممثلي نحو 80 دولة. ومن بين الذين سيحضرون المؤتمر نائب وزير الخزانة الاميركية روبرت كيميت، وسفير إيران لدى الامم المتحدة جواد ظريف.
على صعيد آخر، أعلن حزب الفضيلة الاسلامي، في بيان، ان السبب في انسحابه من كتلة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد «هو التخندق الطائفي الذي اتصفت به غالبية السياسيين العراقيين، والذي كان سبباً لما يحدث من أعمال عنف طائفي في مدن العراق».
ولم يستبعد الحزب احتمال انضمامه الى كتلة برلمانية اخرى «اذا توفرت القناعات عند بعض الكتل لتكوين تحالف وطـــني جاد».
وكشف عضو البرلمان العراقي ورئيس اللجنة المدنية لمساندة خطة بغداد الامنية أحمد الجلبي، أن عدد المعتقلين العراقيين في سجون قوات الاحتلال بلغ 16 ألف معتقل.
ميدانياً، أعلن الاحتلال الاميركي مقتل احد جنوده في انفجار عبوة ناسفة شمال بغداد، ووفاة آخر لأسباب لا علاقة لها بـ«عمليات عسكرية» في محافظة الأنبار.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)