القاهرة ــ الأخبار
نفى وجود توتّر في العلاقات مع سوريا... ودعا إلى حلّ الملف الإيراني بالحوار

تحدث الرئيس المصري حسنى مبارك للمرة الأولى أمس بلهجة إيجابية غير معتادة تجاه حزب الله، خلال مقابلته مع صحيفة «روز اليوسف» المصرية، أشارت مصادر مصرية للـ «الأخبار» إلى أنها تأتي بعد اتصالات مصرية بهذا الحزب استهدفت توضيح الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأعلن مبارك، خلال المقابلة، أن الأزمة السياسية في لبنان ستكون مطروحة بقوة في مداولات القمة العربية المقبلة في السعودية نهاية الشهر الجاري. ووصف الوضع الراهن في لبنان بأنه «غير قابل للاستمرار ويحمل في طياته مخاطر عديدة على لبنان وشعبه والمنطقة».
وأشار الرئيس المصري إلى أن اتصالات مصر والسعودية وقطر والجامعة العربية بالأطراف اللبنانية والإقليمية تستهدف إنهاء الأزمة الراهنة، وتفادي انزلاق لبنان لمواجهة خطرة بين أبنائه، مشيراً إلى أن هناك مقترحات مطروحة لإنهاء الأزمة وفق صيغة «لا غالب ولا مغلوب».
وقال مبارك «نبذل كل الجهد من أجل تسوية تحقق انتصار شعب لبنان على نوازع الطائفية والتشرذم. تسوية تنأى بلبنان عن أي أجندة أو تأثيرات خارجية».
وسئل مبارك هل هناك أي حوار بين مصر وحزب الله، فردّ بأن بلاده على اتصال مستمر بكل الأطراف اللبنانية بما في ذلك هذا الحزب. وأضاف «نحتفظ بمسافة متساوية منهم ولا ننحاز لطرف على حساب الآخر، ليس لنا جدول أعمال خفي في لبنان، ما يعنينا ونحرص عليه هو سلام وأمن لبنان واستقراره ووحدة أبنائه واستقلال إرادته».
وقال مبارك إن حزب الله قاد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، موضحا أن «انسحاب إسرائيل عام 2000 فتح الباب أمام الحزب للاندماج بالعملية السياسية كطرف مهم في المعادلة اللبنانية، ومن شأن تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا أن يساعد على استكمال تحقيق ذلك، سواء بالمسارعة بترسيم الحدود بين سوريا ولبنان لتحديد هوية شبعا، أو بتسليمها من إسرائيل للأمم المتحدة لحين البت في هويتها».
وأشار مبارك إلى أن حزب الله أبدى تعاوناً في بسط سيطرة الجيش في جنوب لبنان بعد حرب الصيف الماضي، «ومن حق لبنان، كغيره من الدول، أن يستكمل مقومات السيادة من خلال مؤسسات ديموقراطية لا مكان فيها لدولة داخل الدولة».
ورأى الرئيس المصري أن التنسيق والتشاور بين عدد من الدول العربية لا يعني استبعاد الآخرين، نافياً وجود أي فتور بين مصر وسوريا. وأعرب عن ثقته بأن الرئيس السوري بشار الأسد «يدرك أن مكان سوريا الطبيعي هو وسط أشقائها وفي محيطها العربي».
ورداً على تقارير باحتمالات اندلاع حرب جديدة مقبلة سواء في لبنان أو في جواره، أو في منطقة الخليج العربي، قال مبارك إنه «يتابع بالكثير من القلق تقارير عديدة في هذا الاتجاه، لكن أنا أقول إن المنطقة في حاجة إلى السلام وليس لحروب جديدة، وأحذر من التهديدات التي تخرج من آن لآخر لكل من لبنان وسوريا، فهي تزيد من مشاعر الغضب والاحتقان، وتأخذ المنطقة برمتها إلى نقطة اللاعودة، وتقضي على الأمل في تحقيق السلام».
ورأى مبارك أن تصعيد المواجهة بين إيران والغرب خطر داهم على أمن الخليج والمنطقة، داعياً إيران إلى الشفافية اللازمة في شأن طبيعة برنامجها النووي والمجتمع الدولي إلى المرونة اللازمة للتوصل إلى تسوية الملف. وشدد على أنه «لا بديل عن الحوار لحل الأزمة النووية الإيرانية مع الغرب».
وشدد مبارك على أن القمة العربية المقبلة «مهمة وتأتي في وقت دقيق جداً»، مشيراً إلى حرص مصر على إنجاحها. وقال «إننا على مفترق طرق ونحتاج إلى التضامن أكثر من أي وقت مضى». وأوضح أنه يثق بأن جميع الزعماء العرب حريصون على أن ترقى نتائج القمة العربية المقبلة إلى مستوى تطلعات الشعوب العربية تجاه القضايا المصيرية للعالم العربي.
وعن الوضع في العراق، قال مبارك إن هناك توافقاً عربياً على خطورة الوضع، وضرورة أن تخرج القمة برسالة تؤكد احترام وحدة العراق وسيادته وهويته.