ألمانيــا تحــذّر مــن «سبــاق تسلّــح وانقــسام أوروبا»
تصاعدت حدة الاعتراضات على نظام الدرع الصاروخية الأميركية، التي تنوي واشنطن نصبها في بولندا وتشيكيا لاعتراض خطر الصواريخ الإيرانية، كما تقول الإدارة الأميركية، وذلك في روسيا وألمانيا، فيما اقترع سكان إحدى القرى التشيكية ضد نصب أحد أنظمة هذه الدرع على أرضها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس إن مشروع نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا ستكون له “انعكاسات سلبية”، على العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وأضاف لافروف، أمام مجلس السياسة الدولية والدفاع الذي يضم متخصصين ومسؤولين روساً، “نحن نعارض التحركات الاستراتيجية في أوروبا التي قد تؤدي ببساطة الى مواجهة محتملة”، مشدداً على أنه لا يريد “تعزيز” العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة “على حساب روسيا”.
وتابع لافروف، في غوركي قرب موسكو، إنه تجري دعوة روسيا إلى التصدي “لخطر افتراضي في الوقت نفسه الذي يجري فيه خلق خطر فعلي يهدد أمننا”. وأشار إلى أنه كانت هناك خطط مشتركة بين روسيا والأطلسي من أجل إنشاء منظومة دفاع مضاد للصواريخ، لكنها مجمّدة الآن.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن خطط الولايات المتحدة لوضع أجزاء من درعها الصاروخية في شرق أوروبا يجب ألا تشعل سباق تسلح جديداً أو تتسبب بانقسام أوروبا.
وكتب شتاينماير مقالاً في صحيفة “فرانكفورتر ألغيماينه”، في عددها الصادر أمس، قال فيه إن “نظام الصواريخ الاعتراضية ومحطات التعقب المعتزم إقامتها في بولندا وجمهورية التشيك يجب ألا تكون سبباً في جولة جديدة من إعادة التسلح أو ذريعة لاتخاذ مثل هذه الخطوة”. وقال “لا نريد سباق تسلح جديداً في أوروبا”.
الى ذلك، اقترع أهالي قرية تروكافك التشيكية بشبه إجماع ضد نصب رادار أميركي مضاد للصواريخ قرب القرية في إطار نشر شبكة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية.
وأوضح رئيس بلدية القرية يان نيورال، المعارض بشدة لهذه الخطوة، إن “71 مواطناً اعترضوا على نصب الرادار في مقابل مقترع واحد وافق”، مشيراً الى أن “72 شخصاً شاركوا في التصويت من أصل 90” يحق لهم الاقتراع.
يشار الى أن الاقتراع له قيمة رمزية فقط، اذ سبق للحكومة أن رفضت إجراء استفتاء عام في شأن هذه القضية واختارت أن تجري الموافقة على اقتراح البنتاغون في البرلمان رغم معارضة الرأي العام.
ومن المتوقع أن يكمل التوسيع المبرمج للدرع الاميركي المضاد للصواريخ في اوروبا الوسطى والشرقية، نظاماً نُشر في الولايات المتحدة وفي غرونلاند وبريطانيا.
ولهذا الغرض، تتفاوض الولايات المتحدة مع بولندا وجمهورية تشيكيا لنشر عشرة أنظمة رصد في الدولة الأولى وراداراً من آخر طراز في الثانية تبلغ تكاليفهما 1.6 مليار دولار.
(د ب ا، يو بي آي، ا ف ب، رويترز)