strong>غزة ــ رائد لافي
تصاعد السجال بين «حماس» و«فتح» حول تعيين دحلان... ووزير الداخلية يعلن خطة أمنية

كسرت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية أمس أولى حلقات العزلة والحصار الدوليين، اللذين عانتهما حكومة “حماس” السابقة، من خلال أول لقاء يجمع رئيس الوزراء إسماعيل هنية بمسؤول أوروبي، في وقت تواصل فيه السجال بن “حماس” و“فتح” في شأن تعيين القيادي “الفتحاوي” محمد دحلان مستشاراً للأمن القومي.
وبحث هنية ونائب وزير الخارجية النروجي ريموند يوهانسن، خلال لقاء بينهما في مقر مجلس الوزراء في مدينة غزة أمس، في البرنامج الوزاري لحكومة الوحدة، والعلاقة مع المجتمع الدولي.
وطالب يوهانسن حكومة الوحدة الفلسطينية بالعمل على وقف “أعمال العنف”، وايجاد حل لقضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط، بما يمهد لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بهذه الحكومة. وجدد تأكيد موقف النروج الداعم للحكومة الفلسطينية سياسياً ومالياً.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة غازي حمد، فإن هنية ثمّن خلال اللقاء موقف النروج الداعم للشعب الفلسطيني وحكومته. وقال حمد، لـ “الأخبار”، “إن هنية وصف زيارة يوهانسن بأنها خطوة شجاعة وبالغة الأهمية على طريق كسر الحصار السياسي والمالي على الحكومة الفلسطينية”.
واستعرض هنية الخطة الأمنية التي ستضعها حكومة الوحدة لضبط الوضع الداخلي وإنهاء حالة الفلتان والفوضى الأمنية، بغية السيطرة على الوضع الداخلي واستعادة الأمن للمواطن الفلسطيني.
في هذه الأثناء، تصاعدت حالة الجدل بين “فتح” و“حماس” في شأن تعيين دحلان مستشاراً للأمن القومي. ونفت “حماس” موافقة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل على تعيين دحلان، داعية في الوقت نفسه الرئيس محمود عباس إلى “العدول عن قراره الذي يخالف نصوص القانون”.
وجددت حركة “حماس” تأكيد اتفاقها مع عباس “على تحكيم القانون الفلسطيني في أي قضية خلافية”. ووفقاً للمتحدث باسم كتلتها البرلمانية صلاح البردويل، فإنها سترفع مذكرة قانونية بعدم قانونية جمع دحلان بين عضويته البرلمانية وأي منصب آخر في مؤسسات السلطة.
وكانت مواقع إخبارية تابعة لـ“فتح” قد نقلت تصريحات على لسان مشعل قال فيها إن “تعيين دحلان تم بالتوافق بين عباس وحماس”. غير أن الحركة نفت ذلك بشدة، وقالت “إن التوافق الذي حصل في مكة كان على رؤوس الأشهاد وهو العمل على تفعيل مجلس الأمن القومي وإعادة تشكيله بالتوافق”.
وفي المقابل، رحبت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة “فتح”، بقرار تعيين دحلان، باعتباره “شخصية فتحاوية قادرة على النهوض بالوضع الأمني في الشارع الفلسطيني”.
ورفضت الكتائب تصريحات البردويل، ووصفتها بأنها “تصريحات موتورة تعمل على توتير الساحة الفلسطينية”، في إشارة إلى وصف البردويل لدحلان بأنه “شخصية استفزازية غير مقبولة وطنياً وقانونياً وكان جزءاً بارزاً في الاقتتال الدخلي”.
وفي السياق، كشف وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية هاني القواسمي عن برنامج متكامل سيتم الإعلان عنه والشروع في تنفيذه قريباً، في شأن القوة التنفيذية وإعادة صياغة الأجهزة الأمنية. وشدد على أن “لا أحد فوق القانون كائناً من كان. لا عائلة ولا مسؤول ولا وزير ولا رئيس، فجميعنا تحت القانون وأمام النظام”.
وقال القواسمي، خلال حفل تسلم الوزارة من وزير الداخلية السابق سعيد صيام في مدينة غزة، “إن مهمة وزارة الداخلية مغرم وليست مغنماً، وهي منصب تكليف وأمانة وليست تشريفاً، والمهمة صعبة، لذلك نطالب الأهالي في الضفة وغزة بأن يكونوا عوناً لنا”.
إلى ذلك، انتخبت كتلة حركة “حماس” البرلمانية صيام رئيساً لها خلفاً للنائب الدكتور خليل الحية، وفقاً لما أعلنه البردويل.
ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية وطبية فلسطينية مقتل الشاب علاء الهسي، وإصابة خمسة آخرين أمس جراء انفجار ضخم وقع داخل منزل الهسي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وبحسب سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، فإن الهسي (26 عاماً) يعمل في وحدة التصنيع والتطوير التابعة للحركة.
وفي جديد المواقف الدولية من الحكومة الفلسطينية، رحبت اليابان، إحدى أبرز الجهات المانحة لعملية السلام في الشرق الاوسط، بتأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لكنها قالت انها لم تقرر بعد ما اذا كانت ستتعامل معها.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية اليابانية، إن طوكيو تأمل أن “يؤدي تأليف الحكومة الجديدة الى استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط ووقف العنف”.