واشنطن ـــ محمد دلبح
موسكو وطهران تنفيان ارتباط مشكلة {بوشهر} بوقف التخصيب


نفت إيران وروسيا معلومات نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أمس، في شأن تحذير وجّهته موسكو لطهران بوقف تزويد مفاعل “بوشهر” الكهروذري بالوقود النووي إذا لم توقف الجمهورية الإسلامية عمليات تخصيب اليورانيوم، في وقت رفضت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، أمس، تعديلات اقترحتها جنوب أفريقيا على مشروع القرار المتعلق بإيران، تخفف من حدة العقوبات التي يفرضها عليها.
واستأنفت الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أمس، مناقشة نسخة من مشروع القرار المعدّل حول عقوبات مشددة ضد طهران، يدعو إلى تعليق جميع العقوبات لمدة 90 يوماً، حتى يمكن استئناف جولة أخرى من المفاوضات السياسية.
وتحذف النسخة التي قدمتها جنوب أفريقيا للأعضاء، الأحد الماضي، معظم البنود التي تضمنتها قائمة العقوبات المفترضة، وبينها معاقبة مصرف “صباح” وقادة الحرس الثوري الإيراني والشركات التي يسيطرون عليها.

وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة، لـ“الأخبار”، إنها المرة الأولى التي يتخذ فيها الأوروبيون موقفاً أكثر تشدداً تجاه إيران، ويعتبرون أن مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة يتسم بالاعتدال الشديد.
وفي المقابل، قال مندوب جنوب أفريقيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دوميزان كومالو، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، “إن مسودة مشروع القرار (الأميركي الأوروبي) “ليست مرسلة من عند الله”، وإن بلاده “لا تسعى إلى التجميل”.
وأوضح كومالو أن هدف بلاده الرئيسي هو أن تقتصر العقوبات على المواد والتكنولوجيا النووية وعدم توسيعها مثلما يفعل مشروع القرار الذي تناول مجالات أخرى.
أما المندوب الفرنسي جان مارك دو لا سابليير فقال من جهته إنه لا يمكن الموافقة على التعديلات التي عرضتها جنوب أفريقيا. وأوضح، في مؤتمر صحافي، “إنها لا تتناسب”، مع مقاربة مجلس الأمن للمشكلة النووية الإيرانية.
ويضم مجلس الأمن إلى جانب الدول الخمس دائمة العضوية، كلاً من: جمهورية الكونغو، غانا، البيرو، قطر، سلوفاكيا، بلجيكا، أندونيسيا، إيطاليا، بنما وجنوب أفريقيا، التي بدأ، أمس، وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بزيارتها.
وفي السياق، أعلن دبلوماسيون في فيينا أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقدوا، أمس، المنشآت النووية الإيرانية في ناتنز (وسط)، من دون أن يوضحوا ما إذا تمت تسوية خلاف حول مراقبة موقع استراتيجي تحت الأرض.
في هذا الوقت، نفت إيران معلومات «نيويورك تايمز» عن رفض موسكو تسليمها وقوداً لمحطتها النووية في بوشهر، إذا لم تعلّق برنامجها لتخصيب اليورانيوم تنفيذاً لقرار مجلس الأمن.
وقال نائب كبير المفاوضين الإيرانيين في المسائل النووية، علي حسيني طاش، “أنفي هذه المعلومات”، مضيفاً “لقد حصل العكس تماماً. لقد جهد (أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الروسي إيغور) إيفانوف، لإقناعنا بأن موضوع محطة بوشهر لا علاقة له بالمسألة النووية”.
كذلك، ذكرت وكالة «نوفوستي»، أن مجلس الأمن القومي الروسي انتقد «مزاعم نيويورك تايمز»، مشيراً إلى أنها «عارية عن الصحة». ومؤكداُ «عدم وجود ارتباط بين حل المشكلة النووية الإيرانية وإكمال بناء محطة بوشهر”.
وكانت “نيويورك تايمز” قد نقلت في وقت سابق أمس عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين وإيرانيين قولهم إن التحذير سلمه في موسكو الأسبوع الماضي إيفانوف إلى طاش.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي ودبلوماسي أوروبي في فيينا، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن “عدداً كبيراً من التقنيين والمهندسين الروس وغيرهم من المختصين قد غادروا (أماكن عملهم في بناء مفاعل بوشهر) إلى موسكو خلال الأسبوع الماضي”.