strong>باريس ـــ بسّام الطيارة
حصل مرشح الرئاسة الفرنسية نيكولا ساركوزي على دفعة كبيرة أمس بإعلان الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعمه له، في خطوة تثار حولها تساؤلات كبيرة، ولا سيما لجهة الخصومة بين الرجلين، الأمر الذي فتح الباب أمام تكهنات حول سعي شيراك لـ«الحصانة»

يحاول الرئيس الفرنسي جاك شيراك المحافظة على صورة الزعيم الذي يمسك بأوراق كثيرة في لعبة الانتخابات الرئاسية. إلا أنه بإعلانه، أمس، دعمه للمرشح اليميني إلى الانتخابات الرئاسية وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، يكون قد رمى بآخر ورقة كان يعتبرها مؤثّرة ومهمة.
لكن الظروف التي رافقت «المفاوضات التي أدت إلى هذا الدعم» تشير إلى أن الوزير القوي هو الذي كان يملك توقيت قرار إعلان شيراك، الذي ربطه بانسحابه من وزارة الداخلية في نهاية الأسبوع.
وكان شيراك قد أكد في مداخلة تلفزيونية قصيرة جداً انسحاب الوزير من الحكومة في ٢٦ آذار، مشيراً فيها، بعدما حيّا عمل ساركوزي، إلى «أن تجمع الأكثرية الشعبي (حزب شيراك الحاكم) قد اختار دعم ترشيح ساركوزي اعترافاً بمزاياه، وبالتالي كان من الطبيعي أن أعطيه تأييدي».
ويتفق المراقبون على أن ورقة التأييد التي كان شيراك يعتبر أنه يمسكها بيده، فقدت الكثير من قوتها، بعدما أعلن معظم مؤيديه من ألان جوبيه إلى دومينيك دو فيلبان، مروراً بمعظم الوزراء المقربين من الرئيس المنتهية ولايته، دعمهم لساركوزي.
وتلقى شيراك نصائح من العديد من المقربين منه بـ«البقاء بعيداً عن الصراع الدائر على الساحة الانتخابية»، وعدم الدخول في «لعبة المحازبة»، محافظة على موقع الرئاسة، وخصوصاً بعدما أعلن عزوفه عن الترشح.
وأشار هؤلاء المقربون إلى أنه خلافاً لما تشير إليه استطلاعات الرأي، فإن «النتائج غير مضمونة»، وأجواء الناخبين متقلبة جداً، وبالتالي من الأفضل عدم «التلوّن بلون ساركوزي» حفظاً لخط الرجعة، في مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث تنتظر «شيراك مجموعة ملفات قضائية»، لم يكن ممكناً للقضاء متابعتها بسبب «حصانة الرئيس».
ومعروف أن هذه الحصانة ستزول في اليوم التالي الذي يخرج فيه من الإليزيه. كما ان قضية تمويل حزب شيراك السابق، التي حكم بسببها بعض أركان الحزب الديغولي ومنهم ألان جوبيه الذي «هجر السياسة» بعد الحكم، لا تزال مسلّطة فوق رأس «المواطن شيراك» ولا يستطيع إزاحة مخاطرها سوى عفو رئاسي من الرئيس الجديد.
فهل فاوض شيراك ساركوزي على «مرحلة ما بعد الرئاسة» في حال وصول هذا الأخير إلى المنصب؟ لا يمكن الجزم بشيء من هذا القبيل، إلا أن ما يمكن قوله هو أن ساركوزي ضغط على الرئيس ليعلن بنفسه انسحابه من وزارة الداخلية حتى لا يظهر الوزير اليميني بمظهر من «ترك منصبه ووظيفته في حماية الفرنسيين» من أجل اللحاق وراء مصلحته الانتخابية. وهذا المؤشر مهم جداً في الحملة التواصلية للمرشح اليميني الموجهة لأقصى اليمين، والتي تلعب على وتر «الأمن والعدالة».
كما تؤكد بعض المصادر أن ساركوزي «طالب بقوة» بدعم علني من الرئيس، وأنه «حشره» قبل يومين، حين قال إن «الرئيس سيعلن متى أترك الداخلية»، في إشارة إلى ترتيب القضية بين الاثنين.
إلى ذلك، أفاد الاستطلاع اليومي الثامن عشر، الذي تجريه مؤسسة «ايبسوس دل» ونشرت نتائجه أمس، أن ساركوزي سيفوز في الدورة الثانية بحصوله على 52 في المئة من الأصوات أمام المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال التي ستحصل على 48 في المئة من الأصوات.
ولم يدل 17 في المئة من الأشخاص الواثقين من المشاركة في الانتخابات، بأصواتهم.
وفي الدورة الأولى، سيحل ساركوزي في المرتبة الأولى بحصوله على 29.5 في المئة من الأصوات. أما رويال فستحصل على 25.5 في المئة من الأصوات، وستتقدم على فرنسوا بايرو (20.5 في المئة).
وسيحل في المرتبة الرابعة جان ماري لو بن (يمين متطرف) الذي سيحصل على 12.5 في المئة من الأصوات.