strong>حيفا ـــ فراس خطيب
«يديعوت»: الأمم المتحدة لم تشهد منذ 60 سنة أميناً عاماً متعاطفاً بهذا الشكل مع إسرائيل

«الأمم المتحدة لم تشهد منذ 60 سنة أميناً عاماً متعاطفاً بهذا الشكل مع إسرائيل». بهذه العبارة استهلّت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقابلة مطولة مع الأمين العام للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون، كاشفة عن أنَّه منح المندوب الاسرائيلي في الأمم المتحدة دان غيلرمان رقم هاتفه النقال «كي يتحدثا في ساعات المساء ونهاية الاسبوع».
وقال بان، خلال المقابلة التي تنشر اليوم، إنَّه «يكنَّ حباً للإسرائيليين»، وشبهها بكوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنَّه يطلق على الكوريين اسم «يهود آسيا».
وأوضح بان «لدي تعاطف كبير مع اسرائيل وحكومتها»، مشيراً إلى أن «الامم المتحدة كانت ذكية عندما ألغت قراراً يصف الصهيونية بالعنصرية»، مضيفا أنَّ الأمم المتحدة أوضحت بأنَّها تعترف بالقلق الشرعي لإسرائيل.
وكان بان قد أبلغ للمندوب الاسرائيلي لدى الامم المتحدة أنه «معجب بإنجازات اسرائيل الممتازة»، وبأن «كوريا الجنوبية دولة صغيرة مرَّت بالكثير من الحروب ضد عدو صعب، إلا انَّها استطاعت أن تحقق انجازات رائعة».
وذكرت الصحيفة أنَّ بان علّق في مكتبه صورة تذكارية من لقائه مع عائلات الجنديين الاسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، معتبرةً أنَّ موضوع الاسيرين «قريب من قلب بان»، الذي قال في المقابلة إنه «يشعر بتعاطف كبير مع عائلتي الجنديين، إلا أنه شدّد على أنه «لا يملك معلوماتٍ يذكرها لعائلتيهما». وأضاف أنه سيحاول قدر المستطاع أن يأتي بمعلومات، واعداً بطرح الموضوع عند زيارته لبنان، لكنّه لم يعد بـ «العودة بمعلوماتٍ تذكر».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يتابع «تنفيذ اتفاقية مجلس الأمن 1701»، مشيراً إلى أنَّ على «الأطراف الثلاثة، إسرائيل سوريا ولبنان، احترام القرار بالكامل». وأعرب عن «قلقه من تهريب الأسلحة (من سوريا إلى لبنان)». وأضاف أنه «يبذل قصارى جهوده» لمعالجة هذه القضية عن طريق وسيط الأمم المتحدة.
وفي ما يتعلق بالشأن الفلسطيني وتألبف حكومة وحدة وطنية، قال بان إنَّه «يحترم حكومة الوحدة الفلسطينية»، لكنه أضاف أنَّ هذه الحكومة «مجبرة على الاعتراف بإسرائيل واحترام الشروط الثلاثة التي وضعتها الرباعية الدولية (الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقات)».
وعن رأيه بالمبادرة العربية، أشار بان إلى أنَّه «يعلم بأنَّ الجانب الإسرائيلي متحفّظ على هذه المبادرة»، لكنه وصفها بأنها «خطوة ذات معنى في الطريق لحل الصراع». ورأى أنَّ على الجانبين، العربي والاسرائيلي، اتخاذ خطوات تهدف إلى «بناء الثقة» بين الجانبين أولاً، مشدداً على أهمية النقاش حول النقاط المطروحة، وضرورة أن يكون المجتمع الدولي «جزءاً من هذا التداول».
وفي ردّ على سؤال عما إذا كان على الاسرائيليين «التنازل جغرافياً» في منطقة القدس المحتلة، قال بان «يجب أن تكون مرونة متبادلة. لا يستطيع طرف أن يطلب مرونة كاملة من الطرف الآخر. على العرب أيضاً أن يبدوا مرونةً. الأساس هو أن يعيش الطرفان بأمنٍ وسلام».
وفي تطرقه إلى الشأن الايراني، دان بان تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد حول «انكار المحرقة ومحو اسرائيل عن وجه الارض»، ووصفها بأنها «غير محتملة».
ورأى بان أنَّ على الايرانيين محاورة المجتمع الدولي على أساس قرارات مجلس الأمن والتوقف عن تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أنَّ «نزع إمكان إيران إنتاج أسلحة الدمار الشامل ومواد تصنيعها هو أمر ملّح من أجل أمن العالم، وأنا قلق من هذه الوضعية المستمرة». وأشار إلى أنه «سيبادر إلى محادثات تجمع مسؤولين إيرانيين وآخرين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أنه سيحمل رسالة الى الايرانيين، يقول من خلالها «إنهم مجبرون على احترام قرارات مجلس الامن».
وقال بان إنَّ مجلس الأمن اجتمع في كانون الثاني من اجل نقض تصريحات الرئيس الايراني حول إنكار المحرقة، التي قرَّر أنَّها هي «حقيقة تاريخية»، مشيراً إلى أن الامم المتحدة «على علم باحتياجات اسرائيل»، معرباً عن أمله في ألا «يكون الاسرائيليون محبطين».