غزة ــ رائد لافي
تواصلت أمس، ولليوم الثاني على التوالي، الاشتباكات بين مسلحي “حماس” و“فتح” في قطاع غزة، حيث سقط قتيلان، أحدهما في ظروف غامضة، وأصيب 19 آخرون، وسط تبادل الحركتين عمليات الخطف التي طاولت 16 عنصراً من أنصارهما، في وقت تجهد فيه حكومة الوحدة الوطنية لتسويق نفسها دولياً.
وذكر مركز “الميزان لحقوق الإنسان” أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مسلحين من حركة “فتح” وعناصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أسفرت عن مقتل خليل حلس (40 عاماً) وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت مصادر إعلامية إن حلس مقرب من “حماس”، وإن عائلته هددت بالانتقام، وحرقت سيارتين تابعتين للقوة التنفيذية.
وبلغت حصيلة المصابين في الاشتباكات منذ يوم أول من أمس 19 فلسطينياً، فيما بلغ عدد المخطوفين من الطرفين 16 شخصاً، وفقاً للمركز نفسه.
وفي حادث منفصل، عثرت أجهزة الأمن الفلسطينية على جثة الشاب فريد دغمش (20 عاماً) ملقاة في قرية وادي غزة (جحر الديك) أمس. وقالت مصادر في الطب الشرعي إن دغمش قُتل شنقاً بسلك معدني، فيما وجدت آثار تعذيب على جسده، وذلك بعد ساعات من خطفه من أحد شوارع غزة ليل الأربعاء الخميس من جانب مسلحين مجهولين.
وفي تطور آخر، اقتحم مسلحون مجهولون منزلاً للمواطن فايز قويدر في منطقة معن شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وأطلقوا النار على ساقَيه قبل أن يلوذوا بالفرار ومن دون معرفة الأسباب.
وكان مسلحون قد اختطفوا أول من أمس القيادي المحلي في حركة “حماس” والمحاضر في الجامعة الإسلامية الدكتور حمدان الصوفي قرب المقر الرئيس لجهاز الأمن الوقائي في حي تل الهوا في مدينة غزة.
وحمّلت حركة “حماس” قيادة جهاز الأمن الوقائي المسؤولية الكاملة عن اختطاف الصوفي، مشيرةً إلى أنها تأكدت من وجوده داخل مقر الجهاز قبل تسليمه إلى مجموعات “فتحاوية”، بحسب بيان للحركة.
ولاذت جميع الأطراف بالصمت إزاء هذه الأحداث، بعدما اعتقد الفلسطينيون بأن اتفاق مكة وضع حداً للاقتتال الداخلي وطوى ملف الصراع الدامي على السلطة، لكن تبين أن جذور الصراع لا تزال باقية، وأن التربة خصبة لنموها وترعرعها من جديد.
سياسياً، ثمّنت الحكومة الفلسطينية أمس دور روسيا المتميز وموقفها الداعي إلى ضرورة التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الحكومة، غازي حمد، للصحافيين، عقب اجتماع ممثل روسيا لدى السلطة الفلسطينية اليكس بوغودين مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في مكتبه في غزة، إن السفير سلم رئيس الوزراء رسالة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
أما بوغودين فقال من جهته إن “موقف روسيا تجاه حكومة الوحدة الوطنية يتمثل في الدعوة الى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني”. وأضاف “سنعمل في المستقبل القريب على تحسين حياة الشعب الفلسطيني”.
ومن المتوقع أن يقوم وزير المالية الفلسطيني سلام فياض بجولة أوروبية تستهدف أساساً البحث عن سبل لإنهاء العقوبات الغربية.
واتصلت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بنيتا فريرو فالدنر، أول من أمس بفياض لتهنئته بتعيينه في حكومة الوحدة. وقالت المتحدثة باسم فالدنر، ايما ادوين، إن فياض اقترح أن يقوم بزيارة إلى بروكسل ومن المحتمل أن تتم الزيارة في الأسابيع المقبلة.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، أنه تم الاتفاق على إطار عمل مع إسرائيل قد يكون من شأنه تأمين إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط. وأضاف “آمل أن يتم الإفراج عنه قريباً... أعتقد بأنه أصبح مقبولاً الآن والجميع يعملون في هذا الاتجاه”. وقال إن “مناقشة جادة” جرت مع الأطراف المعنية كافة شملت الخاطفين.