طهران ـــ محمد شمص
لم تفلح الدول العظمى في توحيد موقفها تجاه المسألة النووية الإيرانية، رغم إطلاق موسكو بعض الإشارات أخيراً، التي توحي بتغيّر موقفها تجاه طهران، فالمعارضة أتت هذه المرة من القارة السمراء، حيث انبرت جنوب أفريقيا للعب دور المخفف من صرامة العقوبات


تحدّى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، القوى العظمى بأن تكون قادرة على القيام بأي خطوات عملية مؤثّرة ضد إيران، وأعلن أنه سيقدّم “اقتراحات جديدة” لمجلس الأمن الدوليحول الملف النووي، فيما لا تزال المشاورات بين الدول الأعضاء في المجلس الأممي متواصلة، بغية إصدار قرار يشدد العقوبات ضد طهران.
وقال الرئيس الإيراني، في مقابلة مع تلفزيون «فرانس 2»، أمس، إنه سيقدّم “اقتراحات جديدة” لمجلس الأمن الدولي حول الملف النووي، واصفاً مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا بأنها “غير شرعية”.
وخلال زيارته مركزاً لرعاية الأيتام في طهران، تشكّك نجاد في مجلس الأمن وقراراته، قائلاً “إن تصرفات بعض القوى العالمية تسقط مجلس الأمن وتفقده الشرعية وتسلبه ثقة الشعوب فيه”. وأضاف: إن مثل هذه التصرفات ستعود بالضرر في المرتبة الأولى على هذه القوى نفسها، لأنها هي التي أوجدت هذه الآليات، ولو خرقوا القوانين الدولية التي صاغوها بأنفسهم فستعدم الثقة بهم”.
في هذه الأثناء، وصل الموفد السويسري نائب وزير الخارجية ميشال أمونهيل إلى طهران، في مسعى للوساطة لاستئناف المفاوضات النووية، حاملاً مبادرة لحل الأزمة بين إيران والغرب.
وقالت مصادر مطلعة إن هذه المبادرة تتضمّن السماح لإيران بتشغيل أجهزة الطرد المركزي من دون ضخ غاز اليورانيوم (يو اف 6) فيها.
كما ذكرت مصادر دبلوماسية أن المسؤولين السويسريين أبلغوا الإيرانيين ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذه المبادرة .
في المقابل (ا ف ب، رويترز، يو بي آي)، استمرت المشاورات بين الدول الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن، أمس، فيما حاول متفاوضون تضييق هوّة الخلافات بينهم وبين جنوب أفريقيا، بشأن مشروع القرار الجديد.
ولم يتحدّد موعد لإجراء تصويت على المشروع، لكن مندوب جنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة دوميساني كومالو، الذي يرأس المجلس لهذا الشهر، عبّر عن تشككه في أن يجرى التصويت هذا الأسبوع، لأن أي تعديلات سيتعيّن إرسالها إلى حكومات الدول الـ 15 الأعضاء للموافقة عليها.
غير أن نائب المندوب الأميركي ألكسندر وولف قال إنه “لا يزال ممكناً” إجراء تصويت في ساعة متأخرة اليوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي “نودّ أخذ الوقت الضروري لهذه المشاورات من أجل النظر في الاقتراحات المقدمة. إننا حريصون على وحدة الأسرة الدولية”.
واقترحت قطر وأندونيسيا إدراج فقرة في النص تقضي بالتذكير بأن الهدف هو “إخلاء الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل والصواريخ”.
إلى ذلك، بحثت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها الأندونيسي حسن ويرايودا في مشروع القرار.
وفي تطورات أزمة مفاعل بوشهر بين موسكو وطهران، قال مستشار مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية إيغور ساموخفالوف إن الموعد الجديد لتشغيل محطة بوشهر الكهروذرية سيعلن عنه بعد إكمال المحادثات مع إيران.
وذكرت وكالة أنباء “نوفوستي” أن كلام ساموخفالوف جاء رداً على ما نقلته عنه وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) بأن موعد تشغيل المحطة قد تأجل لمدة شهرين على أقل تقدير.
على خط آخر، أطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات “اقتدار” البحرية الواسعة في مياه الخليج على امتداد أربعة آلاف ميل بحري وتستمر ثمانية أيام. وقال قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، الأدميرال سجاد كوتشكي، إن الهدف من هذه المناورات “رفع الجهوزية القتالية للقوات البحرية للدفاع عن إيران أمام أي عدوان أجنبي محتمل”، مضيفاً انه تم في اليوم الأول من المناورات اختبار أنواع من صواريخ “بحر ـــ جو”، و“جو ـــ بحر”، إيرانية الصنع بمشاركة بوارج بحرية ضخمة وغواصات تكتيكية وطوّافات مقاتلة.